ريف المهدية مأساة اجتماعية


راديو مهدية / بقلم سامي الهاني :
المهدية  تضم 11 معتمدية ويقطنها قرابة 480 ألف ساكن وهي تحتل المراتب الأخيرة في التنمية نعم تلك المدينة الساحلية في ظاهرها ولكن من يجوب أعماقها وباطنها وخاصة أريافها بإعتبار أن أكبر ريف في الجمهورية التونسية من نصيب ولاية المهدية يندهش لهول ما تراه عيناه  فهم أهلنا ومواطنون تونسيون مثلنا لا نستطيع أن ننبذهم من المجتمع أو نخرجهم من حياتنا لأنهم يمثلون رموز العزة و الكرامة وكذلك رمز الفقر و التهميش بالمنطقة فمثلا حين تزور منطقة الرجيبات ، العجيلات ، السمرة  أولاد مولاهم.... من معتمدية السواسي تتأسف لهول المنظر شباب مهمل وأخر صاحب شهائد علمية معطل نظرا لعدم توفر فرص الشغل عمله الوحيد هو الرعي بالأغنام أوالجلوس بالمقهى  هل تعلمون أن في تونس لزال هنالك أناس لا يتمتعون بأبسط مرافق العيش لن نتحدث عن انعدام الكهرباء  و الماء الذي ينقل عبر "الستيرنات" بل أبسط مرفق يوجد في بيت الإنسان  "المرحاض" نعم منطقة لزالت فيها عائلات تستعمل الهواء الطلق أو مايطلق عليه" الزبالة " كما نجد شيوخا أقعدهم المرض و الشيخوخة وليس لهم أي دفتر علاج ولا حتى من يرعاهم وليس لهم مورد رزق ولا عائل يعيلهم كما نجد  معوقيين تنعدم لديهم  الاحاطة و الرعاية الاجتماعية و النفسية وأطفال حيث تراهم تظنهم متشردون محرومون يعيشون مما تنتجه أراضيهم  القاحلة ليس لهم فضاءات ترفيهية أو نوادي تثقيفية ولكن في الحقيقة فيهم من متحصل على المراتب الأولى على صعيد الولاية بمعدلات ممتازة ،  وحدات صحية لا تتوفر فيها الشروط الأساسية وتعمل يوم واحد في الأسبوع أما مركز البريد فهي عطرية " المنطقة"  تلك هي أرياف "الزمالة"  التي قاومت الاحتلال و التي بها أكبر ثورة نفطية في تونس 10 أبار غاز 3 منها في طور الاستعمال أليس من حق هؤلاء التمتع بحقهم في تلك الثروة الباطنية وبعث مشاريع وطنية توفر لهم لقمة عيش واستقرار عائلي فحين تدخل البيت ناذرا ما تجد الأب فهو دائما على سفر ليجلب قوت أبنائه أو يلجأ الى المدينة   أليس من حق هذا المجمع الريفي دائرة بلدية تضمهم لتنظيم سكنهم ولاستخراج أبسط الوثائق التي تجبرهم إلى التنقل لوسط المدينة وتمتعهم بمزانية بلدية لتحسين الطرقات الرملية والتنوير العمومي والمساهمة في تحسين وضعية الأرياف و الحد من ظاهرة المجالس القروية . نعم تلك هي أرياف المهدية فريف السواسي نموذج من بقية أرياف سيدي علوان والبرادعة والحسينات، الزرارطة بومرداس و ملولش و الحكايمة و السعد... تعيش مأساة اجتماعية وعدم توفر المرافق الضرورية فأين هو دور السلط الجهوية لتحسين ظروفهم المعيشية .