لغة القالب

في الزرّارقيّة (أولاد حفّوز) :عائلـــة تعيــش بــ 75 دينـارا شهريّا


هي عائلة تعيش ضنك العيش في منطقة نائية بالزرارقية التي تفتقر إلى كل مقومات العيش الكريم. فلا يوجد ماء صالح للشرب رغم أن بعض المناطق القريبة منها تنعم بهذا المرفق الضروري منذ سنوات خلت... متاعب تلمحها على تقاسيم وجوه أفرادها الذين أنهكهم الفقر والصراع المرير والقاسي مع الحياة.
العائلة روت لـ«راديو مهديّة» بلسان ابنتها «أحلام» مأساتها... انتظرت الكثير بعد الثورة وظنت أن ساعة الخلاص قد اقتربت لكن في كل مرة تنجذب إلى الوراء وكأن القدر سطّر لها أن ترزح تحت ويلات الماضي من التهميش والعجز فكل شيء هنا يكشف عورات الاخلالات الإدارية رغم كل محاولات طمس هذه الحقائق بالثوب الثوري الذي تمر به البلاد...
متاعب بالجملة...
وحسب ذكر محدثتنا فإن والدها «حمد الهرابي» عامل بناء كان يسعى بجد لإعالة أسرته وكانت أوضاعه احسن مما آلت إليه الآن حيث تعرض والدها إلى حادث شغل في التسعينات بعد سقوطه من الطابق الثالث لبناية كانت بصدد الانجاز وإصابته بأضرار بدنية جسيمة متمثلة في إعاقة تقدر بـ60 بالمائة. ولم تنته حلقات الألم عند هذا الحد إذ خضع لعمليتين جراحيتين ومنذ ذلك التاريخ أصبح غير قادر على العمل فضلا عن انه لم يتحصل على التعويضات المناسبة جراء الحادث بعد أن تقاعس مؤجره عن حماية حقوقه ولم يتحصل الا على جراية بسيطة كانت في بدايتها 40 دينارا ثم في سنة 2000 بلغت 75 دينارا لا تكفي لإعالة أسرة بأكملها مما اضطر أبناءه للانقطاع عن الدراسة وهو أمر يحز كثيرا في نفس محدثتنا التي تمنت أن تواصل دراستها لتتحصل على وظيفة تمكنها من العيش بصفة كريمة وتعيل اسرتها التي سئمت كل ضروب الفقر والخصاصة. أما والدتها فقد أصيبت بمرض خبيث وخضعت لحصص علاج كيميائي تسببت لها في مضاعفات جسدية كبيرة. وهكذا أصبحت تعاني من مرارة الفقر ومن مرارة المرض وتضيف انها هي وشقيقها عاطلان عن العمل وأنهما طرقا أبواب المسؤولين لكن لا حياة لمن تنادي.
أحلام وأخوها لا يطلبان من معتمدية أولاد حفوز التابعة لولاية سيدي بوزيد المستحيل فقط تمكينهما من العمل بالحضائر حيث تمتعت العديد من الأطراف بذلك ولا تدري ما سرّ هذا الاقصاء والاستثناء... هل يجب أن يعيدا سيناريو البوعزيزي ويحرقا جسدهما حتى تقوم الدنيا ولا تقعد او يدخلا في اضراب جوع وحشي شرس حتى ينالا استعطاف المنظمات والجمعيات الخيرية؟
وتقول أحلام أن المسؤولين هناك يرون في المطالبة بالشغل منّة في حين انه حق مكتسب لا يختلف فيه إثنان مضيفة أن مهد الثورة (سيدي بوزيد) لم ير منها سوى جعجعة السياسيين التي لا تسمن ولا تغني من جوع...
1:20:00 م
عدد المواضيع