لغة القالب

طبيب الفقراء والمشردين : رسالة لكل من فقد ضميره


في زمن يسيطر عليه المادة برزت ظاهرة فريدة من نوعها على مدى أكثر من 20 عاماً كرس طبيب أمريكي حياته لعلاج المشردين والمعدومين والتخفيف من آلامهم، دون أن يتقاضى أي أجر بالمقابل أو يحصد أي مكاسب شخصية، مكتفياً بالشعور بالسعادة التي يحصل عليها من خلال مد يد العون للمحتاجين.
كان ﻳﻘﻮل :” أﻓﻀﻞ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ اﻟﻤﺸﺮد ﻫﻲ أن ﺗﺬﻫﺐ إﻟﻴﻪ ﺣﻴﺚ ﻳﻌﻴﺶ “، هو( جيم ويزرز Jim Withers. Dr )، طبيب الفقراء أو طبيب المتشردين كما أطلق عليه، بدأ تنفيذ فكرته منذ عام 1992 وحتى الآن نجح في تحقيق هدفه وعالج خلال هذه المدة أكثر من 26 ألف محتاج ولا يزال العد مستمراً.

كان يسير كل ليلة في شوارع مدينة (بيتسبرج) بولاية بنسلفانيا بالولايات المتحدة الأمريكية مرتديا زى المتشردين وحاملاً على ظهره حقيبة أدواته ومعداته الطبية متفحصاً وجوه المشردين بحثاً عن حالة أو أكثر من المرضى الغير قادرين على تحمل نفقات العلاج ليعالجهم بلا مقابل، هذا حلمه الذي اختاره ونفذه.

بالإضافة إلي ذلك كان ويزرز يملأ حقيبته ببعض العينات المجانية من العقاقير التي يحصل عليها من شركات الأدوية، ومع مرور الوقت تطورت تجربته لتتحول إلى مبادرة وطنية تضم العديد من الطلاب والمتطوعين وتقدم خدمة علاج مجانية للمشردين 4 أيام في الأسبوع، وتعد أول مبادرة من نوعها في الولايات المتحدة الأمريكية، لم تقتصر هذه المبادرة الإنسانية على الأراضي الأمريكية بل انتشرت في خارج الحدود حيث تم تطبيقها في أكثر من 90 بلداً.

استطاع هذا الرجل أن ينال إعجاب الكثيرين بفكرته النبيلة التي تساعد من لم يمد له يد العون حيث يقول الدكتور ويزرز: «لقد صُعقت من عددهم، وبدأت أدرك أن ثمة أشخاصًا يفوق عددهم الحصر، يكابدون جروحًا وقرحًا دامية، تنهكهم السرطانات وكافة أنواع الأمراض، يطويهم سكون الليل وصخب النهار».

بالرغم من وجود هذه الظاهرة منذ فترة طويلة، لكن لم يعرف عنها أحد ربما لإنسانيتها أو لأنها فكرة غير معتادة في زمننا هذا، حيث أصبحت مهنة الطب للكسب المادي فقط وحرص الأطباء علي تكوين الثروة علي حساب حياة الناس المعدمين بصرف النظر عن إمكانياتهم للعلاج.

2:28:00 م
عدد المواضيع