المهدية: حين تضوي النقابة على مسؤوليها وتنسى منظوريها..؟



لا يختلف إثنان في أنّ العمل النقابي في تونس مازال يحافظ على تقاليد قديمة وبالية لم تعد تصلح للاستهلاك، وذلك ما أثّر حقيقة على دور النقابة ورسالتها النبيلة في الدفاع على مصالح منظوريها وحماية حقوقهم المادية والمعنوية. ذلك أنّ العمل النقابي في تونس بدا واضحا أنّه فقد أهمّ ما كان يرتكز عليه سابقا وهو الحوار والاقناع و الشفافية... حتّى أنّ النقابات اختلط فيها الحابل بالنابل، و تعدّدت فيها الوجوه،  منها من كان ناشطا نقابياّ مشهود له بالانتساب الحقيقي وشرف الانتماء قبل الثورة، ومنها من التحق بالركب بعد الثورة طمعا في حماية وحصانة نقابية والأمثلة عديدة.
وما جرّنا لهذا الكلام هوّ أنّ عديد التشكيات صدرت في الآونة الأخيرة عن منظورين و منخرطين في نقابة البلديات في المهدية، إذ اشارت بعض المراسلات - نحتفظ ببعضها - و مواقف عديدة لبعض العملة والموظفين في هذا القطاع، على مواقع التواصل الإجتماعي،  إلى وجود تجاوزات وإخلالات في الدفاع عن مصالحهم وعدم جدّية المسؤولين في فتح عدّة ملفّات فيها مناشير و أوامر حكومية واضحة على غرار الأمرين الحكوميين عدد 485 لسنة 2017 و عدد 1143 لسنة 2016 المتعلق بضبط شروط وإجراءات إعادة توظيف أعوان الدولة والجماعات العمومية المحلية وتصنيف بعضهم.
حيث عبّر بعض العملة في هذا القطاع عن بالغ اسيائهم من تواصل الاستهانة بحقوقهم سواء من طرف والي الجهة الممثل عن السلطة أو كذلك من قبل النقابة التي مازالوا وهم منتسبون إليها يشعرون بالظلم و القهر بسبب تقصير مسؤوليها وعدم جدّيتهم في تناول هذه الملفات المطروحة بشدّة ( والأمر هنا يقتصر على ممثّلي بعض البلديات).
ما صدر عن هؤلاء المنظورين يدعو حقيقة للتساؤل عن دور النقابة الحقيقي وما إذا كانت فعلا تدافع عن منظوريها أم أنّها لا تضوي سوى على مسؤوليها ممّن شملتهم الترقيات و هي أصلا لا تشملهم،  وحرمان مستحقيها من ذلك على غرار ما ذكرناه. ويبدو أنّ حديث البعض عن الانسلاخ من النقابة ( ظاهرة جديدة ) له ما يبرّره و بعكس تماما ما يشعر به المنتسبون من ضيم و ظلم خاصّة وأنّ من يمثلون أصواتهم... لا صوت لهم. ويبقى أهمّ شيء في هذا كلّه هوّ، هل القيادات النقابية في الجهة على علم بما يحدث ؟ وهل ما يحدث في كواليس الاجتماعات الضيقة يصل صداه إلى مسامعهم؟  
- منقول-