سلقطة: مواقع أثرية وطبيعية في قبضة " اللصوص " .. من هوّ المسؤول؟



















رغم موقعها المميّز وثراء مخزونها الأثري إلاّ أنّ " حمادة بنت المسعودي "  وكغيرها من المواقع القيّمة، والزاخرة على غرار سلقطة والعالية وهنشير الشقاف والرومّانية والمقلوبة.. غير محظوظة بالمرّة، كما لو أنّها ليست جزء من الرصيد التراثي والأثري في الجهة التي تنحصر اهتمامات مسؤوليها فقط  على حماية مواقع دون غيرها، فكلّ اهتمامات الوزارة والمندوبية الجهوية للثقافة و معهد التراث موجّهة إلى المدينة العربي، والسقيفة الكحلاء، وقصر القائم بالله..في حين أنّ آثار الجهة بقيت طيلة عقود معرّضة للإهمال والتخريب والسرقة التي تتواصل إلى حدّ الساعة من خلال حفريات ليلية انغمست فيها عصابات منظّمة لاستخراج الكنوز.
اليوم لم تعد الحفريات تقتصر على عصابات نهب الآثار، بل دخلت عصابات نهب " الحجارة " على الخط، وبعد المخاطر التي كانت تهدّد باضمحلال جزء من المواقع الأثرية، أصبح الأمر يتعلّق بتشويه مواقع أثرية وطبيعية برمّتها، قلّما تجد مثيلا لها في تونس. نعم ففي سلقطة وبالتحديد في " حمادة بنت المسعودي " التي تعتبر من أروع وأجمل المواقع الاستراتيجية في تونس، يتواصل تشويه المنطقة من خلال مقاطع الحجارة التي يتمّ استخراجها من باطن الأرض، وهيّ حجارة معروفة بجودتها العالية يتمّ تسويقها حتّى خارج البلاد.
مظاهر الخراب هنا، عمّت المكان، إذ لا يمكن أن تتصوّر حجم الكارثة التي حلّت بالمنطقة جرّاء أشغال تقليع الحجارة، فالآلات التي تعمل تحت جنح الظلام، سوّت المكان برمّته، صور تدمى لها القلوب ولعا وحسرة على إرث حضاري يتمّ نسفه نسفا وهوّ المعروف بكونه "مسقى" طبيعي - بالمصطلح الفلاحي - نادر جدّا. اليوم اصبحت الأراضي المجاورة و حتّى مساكن منطقة المناقع عرضة للفياضانات بعد هتك هذا الموقع الطبيعي...أهالي المناقع أكّدوا أنّ الحفريات كانت تقام في الليل و صدى البارود المستعمل في تفجير المكان واستخراج الحجارة كان يعمّ المكان ومسموع على بعد كيلومترات، لكن السلط لم تتحرّك ولم تقم بإيقاف هذه الجرائم التي مازالت تهدّد المنطقة التي حباها الله بهضاب هيّ أشبه ما يكون عن الحزام الذي يحمي طبيعيا مدينتي قصور الساف وسلقطة والمناقع.
والسؤال المطروح: من هوّ المتسبّب في هذه الكارثة؟ وأين السلط المحلية والجهوية من هذه الاعتداءات المتكرّرة في حق مواقع مدينة قصور الساف؟ وهل صحيح ما يتداوله الأهالي من أنّ أطرافا سياسية نافذة توفّر الحماية للأشخاص و على علاقة بهذه الحفريات؟
- يتبع.