معلوم أنّ مدينة قصور الساف تعيش على وقع رحلتين موسميتين وهما: رحلة الشتاء الخاصة بموسم جني الزيتون، ورحلة الصيف الخاصة بموسم الإصطياف، كظاهرتين فريدتين تنفرد بهما هذه المدينة دون غيرها من بقية المدن التونسية.
لكن يبدو أنّ هناك ظاهرة جديدة تبوأت مكانها بين الموسمين المذورين وهيّ ظاهرة السرقة التي تفشّت بصفة كبيرة في السنين الأخيرة، سواء تعلّق الأمر بسرقة المنازل والمحلات، أو بسرقة الدراجات النارية و السيارات، وحتى الحيوانات والدواب. فالسرقة أصبحت تؤرّق حياة أهالي قصور الساف في كلّ فترة من هذه السنة، والأمر لم يعد يقتصر على محاولات فردية، بل هي " مافيوزية" ومدبرة بطريقة محكمة للغاية بأكثر من شخص، ويصعب التفطّن إليها. وحتّى وإن تمّ التفطّن إليها فإنّ المتضرّر قد يخسر حياته جراء دفاعه عن نفسه، إلاّ في حالات قليلة يتمّ فيها الإيقاع بالسارق، على غرار ما حصل البارحة في قصور الساف حين تفطّن بعض المتساكنين إلى شخصين غريبين عن المنطقة، فقاموا بإيقافهما و الاتصال بالشرطة التي حضرت على عين المكان واقتادتهما إلى مركز الأمن، أين اعترفا بوجودهما في المكان من أجل سرقة سيارة أحد الأجوار هناك، كانا قد رصدا كلّ تحركاته في وقت سابق.
