المهدية: عجيب أمرك أيها الوزير.. ألم تسمع بحاضرة سلقطة؟



عجيب أمر هذا الوزير، روني طرابلسي، وزير السياحة الذي ما فتئ كلّ مرة يطلع علينا من مدينة تونسية ( وجهته الجنوب ) ويعلن تفضيلها وادراجها كمنطقة سياحية وآخرها منطقة الزارات في قابس والحال أنّه زار المهدية في وقت سابق واطلع على حجم المخزون الأثري و التراثي للجهة التي لم تستفد منه المنطقة بشيء عدا تصريح أجوف اقترح فيه ملعب صولجان في المهدية..؟ نعم وزير السياحة الذي يعرف جيّدا تاريخ المهدية و حجمها وثفل مخزونها التراثي والتاريخي ومدى انتشار المواقع الأثرية في كلّ شبر من هذه المنطقة لم يكلّف نفسه عناء السؤال عن حال وأحوال هذه المواقع التي تعرّضت للسلب والنهب والتخريب طيلة سنوات كانت فيها وزارة الثقافة و المعهد الوطني للتراث يلعبان دور المتفرّج ومشاركان في جريمة طالت أهم المعالم الأثرية على غرار ما حصل في مدينة سلقطة التي استنزفت مواقعها وخرّب بعضها و نهب أكثرها قبل الثورة و بعدها.
فليعلم السيد الوزير، أنّ المهدية ليست قصر الجم و مهرجان السمفونية العالمي، وليست قصر القائم بالله، و لا الحصن التركي، و لا مقبرة برج الراس، ولا السقيفة الكحلاء... المهدية هيّ العمق هيّ الحمامات الرومانية في سلقطة و سراديب الأموات، و أكبر أفران صناعة الفخار في العالم وتقع في المقلوبة - قصور الساف.. المهدية هيّ برج خديجة، هي القلعة الفاطمية في العالية، هيّ آثار زالبة و سيدي علوان وشربان المترامية على أطراف المدن، المهدية هي أولاد الشامخ و عرب العيون، المهدية هيّ ملتقى الحضارات على أرضها... كل هذا كفيل بإدارج  معظم مدن هذه الجهة كمناطق سياحية و خاصّة منها سلقطة التي ترقد على مواقع وآثار يظهر بعضها للعيان و يرقد معظمها تحت التراب إلى يوم الناس هذا عرضة للنهب والسرقة والتخريب.
إنّ مدينة سلقطة منطقة تاريخة وسياحية بامتياز و وجهة مفضلة للتونسيين والأجانب سواء للإقامة والتمتع ببحرها و طبيعتها الخلابة أو للتجوّل عبر مواقعها الأثرية الفريدة من نوعها وهذا ما يتطلّب إعادة النظر في مقاييس تصنيف البلديات و المدن كمناطق سياحية لأنّ ما تتمتع به هذه المدينة وتمتاز به تاريخا وحضارة كفيل أن ترتفع به وتتبوّأ به مكانة أكبر ليس محلياّ فقط بل عالمياّ ومن العيب أنّ لا تصنّف هذه المدينة كمنطقة سياحية ولا يتوفّر فيها مسلك سياحي ..؟  محمد علي