المهدية : طقوس غريبة وعادات متجذّرة في يوم عاشوراء

المهدية : طقوس غريبة وعادات متجذّرة في يوم عاشوراء

ترك الفاطميون إرثاً ثقافياً كبيراً وموروثاً وجدانياً ضخماً في تونس و في جهة المهدية خاصّة لم يستطع الزمن محوه من قلوب الناس ومنها الاحتفال بيوم عاشوراء في العاشر من محرّم كل سنة وهيّ عادة مازالت متغلغلة إلى يوم الناس هذا بطقوس مختلفة ومتنوعة. 
فالاحتفال بعاشوراء في المهدية والمناطق المجاورة لها تسبقه استعدادات خاصّة منها ما يرتبط بإعداد الطعام على غرار الكسكسي بلحم الدجاج أو " الدويدة " وهي أكلة من العجين المجفّف يتمّ طهيها غالبا بالدجاج والبيض وكذلك ما يرتبط بمظاهر الاحتفال، حيث يعمد الأطفال والصبية إلى جمع الحطب في مكان معيّن قبل أيام ليتمّ إشعاله يوم عاشوراء بعد المغرب مباشرة إيذانا بانطلاق الاحتفالات الممزوجة بالرقص و الغناء و القفز على النار التي تسمّى " هجيجة " أو " صامور " ومنها تنطلق جولة الصبية في الأنهج والأزقة رافعين رأس جمل مغروس في رمح أو عصا ومردّدين أغاني وكلمات منها " قع قع جمل عاشوراء " أملا في الحصول على هبة أو بعض الأموال التي يتصدّق بها الرجال في هذه المناسبة الاحتفالية التي تتعدّى كونها مناسبة دينية إلى ما هو بناء نسيج اجتماعي و ارتباط أسري باقتران الشاب بفتاة خلال هذه المناسبة وتسمّى عند المهادوية بـ"الموسم" . 
رغم اضمحلال بعض العادات التي كانت تميّز الاحتفال بيوم عاشوراء لدى المهادوية و بعض المناطق المجاورة و التي لها ارتباط وثيق بالشيعة إلاّ أنّ بعض العادات مازالت حاضرة بقوّة وستبقى راسخة لدى الأجيال القادمة ولن يقدر على محوها الزمن.