الحرقة الجماعية لأحباء هلال الشابة : ظاهرها مساندة للفريق وباطنها هروب من جحيم لا يطاق

الحرقة الجماعية لأحباء هلال الشابة : ظاهرها مساندة للفريق وباطنها هروب من جحيم لا يطاق

 تعتبر سواحل ولاية المهدية الممتدة على طول 70 كلم إحدى أكثر الشواطئ التونسية الناشطة في مجال الهجرة غير الشرعية وهي نقطة انطلاق معروفة لدى الحارقين بكونها قريبة جدا من جزيرة لمبادوزا الإيطالية. 
فعدد الحارقين من هذه السواحل يزداد يوما بعد يوم، إذ لا يفلّت الشباب فرصة هدوء البحر وغياب الأنواء لينظّموا حرقة نحو السواحل الإيطالية حتّى أنّ كلمة " حرقة " لم تعد بتلك الهالة والرعب التي كانت تتميّز به سابقا، حيث إنّها أصبحت متداولة بين الناس بشكل لا يوحي بالرهبة والخوف، بل باتت وسيلة ضغط و تهديد مباشر للسلطات التونسية على غرار ما يحدث مع أحباء هلال الشابة هذه الأيام وعزمعهم في تحدّ مباشر للدولة على تنظيم حرقة جماعية نحو إيطاليا كردّ فعل على المظلمة التي تعرّض لها فريقهم على يد جامعة كرة القدم وما خلفته من ردود فعل كبيرة في الأوساط الرياضية والسياسية في البلاد. 
مئات الأشخاص من صغار وكبار جاؤوا من كل شبر في تراب تونس ليعبّروا عن رغبتهم في الانضمام إلى هذه الحرقة و الظاهر أنّهم متعاطفون مع فريق الشابة لكن الحقيقة تثبت عكس ذلك وتثبت ما يعيشه هؤلاء الشباب من ظلم وقهر في بلد فتح لهم الحدود البحرية للرحيل بعد أن كان قد فتح عليهم أبواب الجحيم ونغّص عليهم حياتهم.