سلقطة : مخاوف من محطة الضخ .. ومشروع حلم قد يتبخّر

سلقطة : مخاوف من محطة الضخ .. ومشروع حلم قد يتبخّر

تعيش مدينة قصور الساف هذه الأيام على وقع إحدى أهم الملفات الحارقة التي أثارت جدلا واسعا لدى الأهالي سيما والأمر يتعلّق بمدينة سلقطة أجمل المدن الساحلية التونسية. 
قد يتفاجأ البعض حين يعلم أنّ مدينة سلقطة والمنطقة البلدية الممتدّة على طول 13 كلم تفتقر إلى اليوم لقنوات التطهير والصرف الصحّي وما نتج عن ذلك من أضرار للمائدة المائية التي تلوثت جرّاء استعمال الحفر التقليدية لتصريف المياه المستعملة الشيء الذي كان من الضروري التفكير معه في كيفية التخلّص من هذا الكابوس عبر اقتراح ربط مدينة سلقطة بشبكة التطهير ضمن مشروع جهوي تحت إشراف ديوان التطهير و يرتكز على معالجة المياه المستعملة والتخلّص من الطرق البدائية في تصريفها في البحر ليتمّ الاتفاق على إنشاء محطة ضخ هيّ جزء لا يتجزّأ من كامل المشروع المتمثّل في تهيئة المنطقة. 
مشروع يبدو أنّه لن يرى النور إلاّ بعد ولادة عسيرة بسبب الاختلاف الحاصل حول موقع محطة الضخ القريب من البحر و تنامي مخاوف المواطنين وتوجّسهم من مشروع اعتبروه كارثة بيئية ستحلّ على المنطقة رغم التطمينات والضمانات المرافقة له و تأكيد الخبراء والفنيين في المجال على جدواه ونجاعته بعيدا عن كلّ الأساليب القديمة المعتمدة من ديوان التطهير وما تحفظه ذاكرة التونسي من صور قاتمة لمحطات ضخ المياه المستعملة في البحر. 
وبين مؤيّد ورافض لموقع هذه المحطة، يبقى المشروع الحلم لدى أهالي المنطقة معلّقا إلى حين، و قد تخسر معه بلدية قصور الساف و سلقطة خاصة أحد أهم المشاريع منذ سنة 2010 بسبب هذا الاختلاف والخوف من تداعيات المشروع الذي له ما يبرّره صراحة ناهيك عن الضجة الكبيرة التي رافقت حيثيات هذا الملف و اتهام البلدية بالتقصير رغم المجهود الكبير الذي بذلته المجالس المتعاقبة في البحث عن أرض ومكان مناسب لتركيز محطة الضخ واستغلال هذا الموضوع وتوظيفه سياسيا من قبل بعض الأحزاب و عدد من المواطنين ممّن لهم علاقة مباشرة وغير مباشرة لهذا المشروع. 
سلقطة تحتاج اليوم إلى رصّ صفوف متساكنيها و نبذ الخلافات لإقناع المسؤولين بتوفير ضمانات حقيقية وعملية لإنجاح هذا المشروع الذي يعتبر خطوة نحو رؤية سلقطة الجديدة لأنّ مثل هذه الفرصة لا تأتي كل يوم و إذا ساهم أهالي المنطقة في إفشال هذا المشروع، وقتها يحق أن يقيموا عليهم مأتما.