المهدية : غلاء المعيشة و مصاريف الدفن .. من يوقف تجّار الموت ؟

المهدية : غلاء المعيشة و مصاريف الدفن .. من يوقف تجّار الموت ؟

عمّقت جائحة كورونا الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها تونس منذ 10 سنوات تقريبا وزادت الهوّة بين الطبقة الغنية و الطبقة المتوسطة التي بدأت تضمحلّ تدريجيا وتكاد تختفي تماما.
أزمة تسبّبت في ارتفاع الأسعار و تدهور المقدرة الشرائية للمواطن التونسي الذي وجد نفسه بين مطرقة البطالة و غلق المؤسسات الصناعية وسندان جائحة كورونا التي استغلها مصّاصو دماء الشعب واستثمروا فيها بطريقة بشعة في كلّ القطاعات تقريبا لتزيد في عناء ومآسي مواطن بات عاجزا عن توفير لقمة العيش فما بالك بمصاريف علاج لا قدرة له على تحملها ولا مجابهتها حتّى وصل الأمر إلى الاستثمار في الموت والمتاجرة بآلام عائلات فقدت أحبابها ليقع ابتزازها من بعض المصحات الخاصة وفي توفير ثمن الدواء دون اعتبار مصاريف الدفن التي يكلّفها بعض المستكرشين بـ500 دينار تقريبا على عائلة المتوفّي وهيّ التي كانت إلى وقت ما مجانيّة يتبرّع بها أهل الخير.
تجّار الأزمات أو تجّار الموت هؤلاء لم يسلم منهم لا فقير ولا غنيّ، لا مريض ولا ميّت وظلّوا يرتعون دون رقيب أو حسيب في ظلّ ضعف ووهن مؤسسات الدولة الرقابية.