تاريخ كرة اليد في قصور الساف : تقاليد وأمجاد تمتدّ من خمسينات القرن الماضي

من يقول كرة اليد في تونس، يقول: مكارم المهدية، هذه المدرسة العريقة التي بدأت فيها لعبة كرة اليد ومنها انتشرت في كامل البلاد قبل الاستقلال وهيّ إحدى قلاع اللعبة الشعبية الثانية في تونس.

ومن الطبيعي أن يرج الاهتمام ويمتدّ الشغف بهذه اللعبة من مدينة المهدية إلى المدن المجاورة لها ومنها مدينة قصور الساف التي انتشرت فيها هذه اللعبة في أوائل خمسينات القرن الماضي بالمدرسة الجديدة ( شارع بورقيبة والروضة حاليا) ومنها إلى الأحياء الشعبية والبطاحي عن طريق عدد من المعلّمين أصيلي المهدية،  لتنطلق رسمياّ عبر بوّابة الإتحاد الرياضي بقصور الساف مع معلّم الرياضة و المدرب محمد الفريقي في أواخر الستينات 1968  بتكوين أوّل نواة لفريق أصاغر ضمّ ألمع نجوم هذه اللعبة في قصور الساف ونذكر منهم المرحوم حسن العكاري و محمد الحلاوي و المرحوم التومي حمزة ( والد حارس النجم الساحلي سابقا ماجد حمزة) و عبد الرزاق الحلاوي و محمد الحلاوي و بنعيسى بالحج ومحمد الزهواني و البشير بوبكر ورفيق المستيري والمرحوم عبد الله موسى و حميدة الإمام وغيرهم ممّن حملوا أزياء أوّل نواة لفريق اتحاد قصور الساف لكرة اليد لتتواصل المسيرة إلى سنة 1972 تاريخ بعث أوّل فريق للأكابر بقيادة المدرب محمد الفريقي و المدرب الهادي غمام ومع مجموعة من اللاعبين أبرزهم أحمد خواجة و حمادي الصغير والصادق الغناي و المرحوم الهادي عبد الغني والمرحوم عبد الله كرشود ولطفي ابراهيم و بن لطيفة ومحمد البيار والمنصف الحلاوي و محمد الجمالي.

أمّا في سنة 1977 كان الاتحاد ينتمي للقسم الثاني مع المدرب نور الدين عبيّد وبرز فيه عدّة لاعبين حتّى أنّ بعضهم كان قريبا من الانضمام للنجم الرياضي الساحلي على غرار البشير بن نجيمة و قد ضمّ الفريق منذ ذلك الوقت وتباعا أحسن ما أنجبت كرة اليد في قصور الساف على غرار رضا الإمام ومحجوب السنوسي و عادل مبارك و المرحوم محمد البكوش و المختار ابراهيم و رياض البكوش و المولدي الدهماني وعبد الله سلمونة والناصر العجمي وحمادي مشفر وفوزي البكوش و المرحوم كمال العايب  ورضا الكشتبان وحافظ بوخريص و المنذر العجمي وعبد الواحد و قدور و المشرقي  ومحمد بيوض و زهير حمة ولطفي عامر  وحسن مبارك و المرحوم حاتم البوزيدي و الإخوة القروية ومحمد البوزيدي والهذيلي و بوكر والزنطور و مسعود والحاج خليفة وبن عمر و غيرهم من أبناء جيل كاتب هذه الأسطر.

هذه بسطة عن تاريخ كرة اليد في قصور الساف أمّا عن تقاليد اللعبة في المدينة فيكفي أن نقول إنّها وإلى وقت ليس بالبعيد تعتبر متنفّسا لشبان المنطقة و هيّ أكثر من مجرّد لعبة لولا الخطأ الفادح الذي أقدم عليه بعض المسؤولين بحلّ الجمعية في وقت سابق وقبر أحلام وحرمان مئات الشبان من تعاطي هذه اللعبة ليقدم بعضهم على تحويل وجهته بسبب شغفه وغرامه بكرة اليد إلى فرق أخرى.

أمّا إعادة بعث كرة اليد في المدينة في ثوبها الجديد فقد كان من نصيب ثلّة من اللاعبين والمسيرين القدامى ممّن أخذوا على عاتقهم مهمّة إحياء هذه اللعبة في قصور الساف و قد نجحوا أيّما نجاح في مهمتهم والتفّ حولهم أحباء الفريق وجماهيره المتعطشين لمشاهدة زي الأبيض والأخضر يلمع من جديد في الساحة الرياضية وكان لهم ما أرادوا في ظرف 6 سنوات أعادوا خلالها الإشعاع لفريق كرة اليد عبر بوابة نادي كرة اليد بقصور الساف ومنها كانت انطلاقة فريق الأكابر الذي صعد إلى القسم الثاني ومنه إلى الرابطة الأولى لكرة اليد في فترة وجيزة بفضل نظافة اليد و حسن التسيير و حنكة مسؤولين مارسوا كرة اليد و خبروا القاعات والميادين وكانوا حقاّ في مستوى تطلعات الجميع بعيدا عن السياسة والتحزّب و الأنا والعقد النفسية وهوّ ما ساهم في فرض اسم نادي كرة اليد بقصور الساف كأحد أبرز الفرق في السنوات الفارطة وهذا الموسم كمراهن بارز على التتويج في الرابطة الأولى وهو حلم كل السوافة دون شك.

نادي كرة اليد بقصور الساف هوّ تاريخ ومسيرة حافلة بالإنجازات رغم ضيق ذات اليد وقلة الموارد المالية وهوّ اليوم على السكة الصحيحة ويطلب دعم جماهيره للوقوف إلى جانب الهيئة المديرة الحالية التي تسعى بكل الطرق لإنجاح مسيرة الفريق والوصول بالأمانة إلى برّ الأمان لتتواصل عجلة الفريق في الدوران وتبقى " يد " قصور الساف مرفوعة على الدوام.

 منقول عن أيمن بن رحومة