لم يمر عرض الفنان لطفي العبدلّي على ركح مسرح سلقطة الليلة الفارطة دون أن يخلّف ردود فعل تباينت مواقف أصحابها لكن أجمعت أغلبها على نجاح العرض جماهيريا وفشله مسرحيا.
العبدلّي نجح في استقطاب جماهير غصّت بها مدارج مسرح الهواء الطلق وهذا كان منتظرا في حقيقة الأمر خاصّة بعد إلغاء العرض المسرحي الأول للمين النهدي لكن نفس هذه الجماهير التي حضرت من أجل الضحك و " تبديل الجو" منيت بخيبة أمل كبيرة بعد العرض الذي لم يرتق صراحة إلى العرض المسرحي بل لا يمكن وصفه إلاّ بالتهريج والعرض المبتذل.. نعم، عرض لطفي العبدلي فاق كلّ التوقعات من حيث الابتذال و قلّة الحياء وهنا يكون السؤال: أين وزارة الثقافة من مراقبة مثل هكذا عروض؟ وكيف تتمّ برمجة هذه العروض ضمن المهرجانات التي تستقطب مختلف الشرائح العمرية وخاصة الأطفال؟
لطفي العبدلّي فنان ذكي ومتمكن و يعرف من أين تؤكل الكتف عملا بمقولة " كلّ ممنوع مرغوب فيه " واختياره لنوع معيّن من السكاتشات والنكت لم يأت من لا شيء بل لمعرفة دقيقة وكبيرة بالواقع التونسي الشيء الذي استغله في تعرية " المخبّي" وإضحاك الناس بعيدا عن المسرح و قيم المسرح.
نهال
