المهدية : عاملات مصانع الخياطة يحتجّون بسبب غياب التغطية الإجتماعية وتردي أوضاعهم

المهدية : عاملات مصانع الخياطة يحتجّون بسبب غياب التغطية الإجتماعية وتردي أوضاعهم

مع فوضى الكلام , تقول إحدى العاملات بصوت ضاحك مكتوم بالالم ,

8 ساعات على الماكينة , عندنا راحة نص ساعة فطور غير محسوبة , صاحبتي مرضت في فقرات ظهرها , و مشات للسبيطار , و لتو ما لقاتش حقّ , قالولها موش حادث شغل "

هنّ بسيطات , شاءت الضروف لأغلبهنّ الإنقطاع عن الدراسة باكرا , و اللجوء للعمل في مصانع الخياطة الكثيرة . يعملن لساعات طويلة يوميا 6 ايام في الأسبوع , الساعة تتراوح بين 2100 و 2600 لأغلبهنّ .

يعملن منذ سنوات , و لا يتمّ ترسيم أغلبهنّ لأنهن و قبل إكتمال الأربع سنوات المطلوبة في القانون للترسيم , يخرجهنّ صاحب العمل لمدة شهر إجازة بدون مرتب , و يجبر البعض للعودة كتابة إستقالة , أو قضاء الشهر في مصنع آخر على ذمة زميل صاحب مصنع آخر . و بالتالي , يكون من "حقّ " العرف أن لا يرسمها , لأنّ عودتهنّ تعيد الحساب من الصفر .

تلاعب على القانون و إستهتار بقوت الناس و إستغلال فاحش . أغلبهنّ تعانين من أمراض مهنية سواءا في الرقبة أو اليد او العينين أو الظهر . لكن نادرا ما يحصلن على حقهنّ .

بعض المصانع تعمل بالوكالة , تأخذ الشغل من مصانع أكبر و تقوم بها مصانع صغيرة هنا و هناك . أغلبها لا يستجيب لشروط العمل أو حتى بدون تغطية إجتماعية .

العاملات ينظرن إليّ و كأنهنّ بلا أمل .. تقول إحدهنّ في الأخير " موش باش يسمعنا حدّ , و حقنا نلقاوه عند ربّي "

تردّ أخرى " أسهل حاجة طرد عاملة .. "

قطاع الخياطة في تونس يدرّ الكثير , و الجميع يسعى لتحسين صادرتنا من الملابس الجاهزة , و إستقطاب مزيد من الإستثمارات الخارجية للقطاع .

نتحدث بفخر عن كثير من رجال الأعمال التونسيين و الأجانب بصادرات ترتفع بإطراد و جودة معترف بها في العالم الغربي .

لكن لا أحد من المسؤولين , إهتمّ بمعانات المرأة العاملة و مشاغلها و إحتياجاتها . ليكون هذا التقرير , مجرّد آه تقولها عاملة مصنع الخياطة .