تعرف على ولاية المهدية

 
مجرد ذكر اسمها ايحاء وشحنة أحلام فهي نقاوة الجو وصفوة السماء وسكرة الموج النشوان وانتعاشة الأفق الازرق ساعة ميعاده مع التربة المضيافة انها المهدية بل قل انها احضان حبيبة تحن وتتلهف لضم الحبيب ... يكتشف السائح في مدينة المهدية العاصمة الأولى للخلفاء الفاطميين معالم الحضارة الاسلامية وآثار حضارات الأمم السابقة ومن أشهر هذه المعالم :
باب الفتوح أو باب زويلة أو "السقيفة الكحلة" : 

يعـــود بناء هـــذا المعلم إلى أوائل القـرن الرابع هجــري (303 هـ 308 هـ) الموافق لأوائل القرن العاشر ميلادي (916 م – 921 م) وهو يمثل البرج الرئيسي للسور البري لمدينة المهدية، كما كان يمثل المدخل الوحيد للمدينة برا.

يتكون باب زويلة من برج يبلغ علوه 18.50 م في حين يبلغ عرضه حوالي 21 م وعمقه 12.70 م وكذلك من ممر مغطى يؤدي مباشرة إلى الأسواق، يبلغ طوله 33 م وعرضه حوالي 5.10 م. منذ أوائل القرن العاشر حتى أواسط القرن السادس عشر كان الممر يحتوي على ستة أبواب حديدية. أدخلت على هذا المعلم العديد من التحويرات بعد هدم الأسوار من قبل الإسبان سنة 1555، آخر هذه التحويرات سنة1311 هـ الموافق لسنة 1893

قصر القائم بأمر الله :
بناه عبيد الله المهدي في أوائل القرن العاشر لإبنه وخليفته القائم بأمر الله، وتواصل إستعماله كقصر من قبل الأمراء الزيريين، وقد وقع هدمه واستعمال حجارته بعد الإحتلال الإسباني للمدينة (أواسط القرن السادس عشر). مكنت الحفريات الجارية بهذا المعلم من إكتشاف فسيفساء تفوق مساحتها 60 م2 ومن الأرجح أنها كانت تزين أرضية القاعة الكبرى للقصر .
الجامع الكبير:

تزامن بناء هذا الجامع مع تأسيس المدينة في أوائل القرن العاشر ميلادي (أوائل القرن الرابع هجري)، وكان يعتبر الجامع الرئيسي المخصص للخليفة ولحاشيته.  طرأت عليه عديد التغييرات خاصة في أواسط القرن السادس عشر ميلادي حيث حوله الإسبان إلى كنيسة ومقبرة لقواد الجيش. وقع تجديده سنة 1962 مع إحترام مساحته الأصلية والإبقاء على واجهته الرئيسية ومدخله الذي يشبه قوس
النصر الروماني. ومن خصائصه انه لا يحتوي على مئذنة
.

مصنع السفن (أو دار البحر) :
هو ثاني مصنع للسفن أحدث بالمهدية الفاطمية، أسسه المعز لدين الله الفاطمي، كان يحتوي على مراسي سفن ومخازن مغطاة. تواصل اشتغال هذا المصنع إلى العهد الحفصي حيث كان يعتبر خلال القرن السادس عشر ميلادي من أهم المصانع إلى جانب مصنعي تونس وبجاية .
 الميناء القديم:

يحتل هذا الميناء منخفضا يفصل بين مرتفع سيدي جابر ومرتفع البرج الكبير، على الساحل الجنوبي الشرقي لشبه جزيرة المهدية، فهو يوجد إذن في موقع محمي من الرياح الشمالية الغربية ويفتح على مياه عميقة. أثبتت البحوث الحديثة أن هذا الميناء المنقور في الحجارة يعود إلى العهد البوني وتواصل استعماله كمرسى للسفن التجارية والحربية إلى العهد العثماني (اواسط القرن 18 ميلادي). تبلغ مساحة هذا الميناء المستطيل الشكل 8250 م2، في حين يفوق عمقه الأصلي 10 أمتار و بإمكانه إحتواء 30 مركبا. لا تزال آثار الأسوار المحيطة به واالبرجان اللذان يحرسان مدخله بارزة.

البرج العثماني:  

وقع بناءه في أواخر القرن السادس عشر ميلادي من قبل الأتراك العثمانيين عندما إستقروا نهائيا بالمهدية.ومن الأرجح أنه بني على أنقاض  قصر عبيد الله المهدي، وهو برج عسكري مخصص لإحتواء الحامية الإنكشارية.

جامع الحاج مصطفى حمزة :

بني هذا الجامع على نفقة الحاج مصطفى حمزة سنة 1772. وقد شهد هذا المعلم عمليات توسيع وترميم عديدة خاصة في القرن العشرين. ويعتبر هذا الجامع من أهم المعالم الدينية الموجودة بمدينة المهدية نظرا لأنه يضم كل المقاييس المعمارية المميزة للمسجد الجامع في الفترة العثمانية.

المدينة العتيقة :  " مسلك سياحي متميز


تمثـــل المدينة العتيقة بالمهدية عاملا من عوامل تركز السياحة وتطورها بالمنطقة وذلك لثراء مخزونها التراثي والتاريخي والثقافي، هذا إلى جانب إختلاف الأنشطة بهذه المدينة ومدى مواكبتها للتنمية التي تشهدها المهدية في مختلف مراحلها، ومساهمتها في إستقطاب الوافدين للمدينة بإعتبارها مسلكا سياحيا فريدا من نوعه .

فثراء المعالم الأثرية دليل على تعاقب الحضارات بالمدينة وتنوعها مما دفع بالبلدية إلى دعم مجهودات ترميم الآثار وصيانتها، كما تتميز المدينة العتيقة بطابع معماري مميز من حيث تنوع أشكال المعمار التقليدي ويرجع السبب في ذلك إلى إختلاف الوافدين قديما من مختلف الأصقاع ،  و تسعى البلدية  جاهدة للحفاظ على الطابع المعماري التقليدي وذلك من خــلال:

 -التنسيق مع المعهد الوطني للتراث عند إسناد رخص البناء بالمدينة العتيقة .

 -إعتماد كراس شروط خصوصي لصيانة المدينة العتيقة .

 -إبراز دور "البيت المخبر" من حيث كيفية البناء وإعادة البناء وتكوين البنائين أصيلي الجهة ويندرج هذا المشروع في إطار شبكة عالمية للمدن التاريخية الساحلية تحت إشراف منظمة اليونسكو وذلك حفاظا على الطابع المعماري التقليدي للمدينة  العتيقة ومقاومة البناء الفوضوي 
 .
 -المساهمة في تهيئة المنطقة بالتنسيق مع صندوق حماية وتهيئة المناطق السياحية من تعبيد الأنهج وتبليط الأزقة وتركيز التنوير التجميلي والتنوير العمومي