سيدي علوان : أوضاع اجتماعية تحت خط الفقر... والمتساكنون يتوسلون إنقاذهم من الشقاء

راديو مهدية / بقلم خليفة السويّح : هل تستطيع التمتع بجمال «نوار اللوز» الربيعي وأن تملأ صدرك بعبق الأشجار والأعشاب الطرية في ريف وقع أسيرالفقر.أثناء مواكبة "الصباح" لـ"سفاري الفقر" أو للقافلة التضامنية التي نظمها يوم السبت الفارط فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان بالمهدية في ربوع ريف سيدي علوان
لاحت علامات الدهشة والصدمة على وجوه المتساكنين لقد عانت هذه المنطقة عقودا من التهميش والفقر . فهذه « مناطق من السبيبة تقود» حسب ما قالته سيدة عجوز التقيناها في حي أولاد السعفي عمادة «البراكتية» . فالناس هنا لا زالوا في مرتبة « عيال الله» فوحده هو الذي يرعاهم حيث الدولة لا تسجل حضورها الا في عمود الكهرباء و عداد الماء حسب ماذكرته راضية من عمادة «البراكتية» .
وأثناء معاينة «الصباح» لأ وضاع المتساكنين صحبة الرابطيين الذي قاموا بتوزيع بعض الاعانات لاحظنا أن بعض العائلات في ريف سيدي علوان الفسيح لم تخرج بعد من مرحلة الكوخ المسقف بالخشب و عصر التلفزيون الأ بيض و الأسود.هنا في ريف سيدي علوان يتركز الفقر بكثافة و يعيش « توانسة استوى فيهم الحال و لم يمسسهم لا الثراء و لا الثورة» حسب شهادة عائلة حسونة البكوش الذين يقطن في كوخ من العود في حي «اولاد السعفي» و «البراكتية» و«فنيان» و «الحمارنية» و«الملاجئ» و «زالبة الغربية» و «زردة» و«النزهة».
وقد قامت «الصباح» صحبة الرابطيين برصد أطفال حفاة ذوي نظرات زائغة انطفأ منها الحلم ووجوه اعتصرها نقص التغذية الحاد و كائنات انتهك حقها في الغذاء و السكن و اللباس فالمنازل التي دخلناها كانت تضج بسكانها و يقطر سقفها و تتجلى فيها مظاهر الحرمان حيث تنتشر فيها حشايا هزيلة وأثاث قديم مستهلك حيث تخصص غرفة واحدة للنوم و الأ كل و السهر و سيصيبك « الذعر الأ خلاقي» لو دخلت الى مطابخهم و عاينت الأ واني المستنزفة و التي تتشح بالسواد و الأ وساخ و ستذهل لمنظر الثلاجات الفارغة فقد عطل الفقر هنا الاحساس بالزمن وأقعد المرض الشيوخ الذين زرناهم .و قد عبرمحمد عطية رئيس الفرع الجهوي للرابطة بالمهدية ل»الصباح « عن صدمته و دهشته من أنه وجد الإنسان الذي « ندافع عن حريته و كرامته يعيش جنبا الى جنب مع الحيوان و لا تتوفر لديه أبسط مقومات العيش الكريم حيث لا مسكن لائق و لا أدواش و لا صحة « و تسائل محمد عطية عن غياب السلط الجهوية و الحكومية في مناطق لا تبعد عن المهدية الا ما يناهز 15 كيلومترا وهي مناطـــــق بعيدة كل البعد عن كرامة الانسان. ولا ينشد متساكنو ريف المهدية الثراء والرخاء وانمــا يتوسلون الخروج من البؤس والشقـاء .

10:51:00 م