أيّها المعلّم المقاول، إرحل ! بـقـلم د.محمد زيّاد

راديو مهدية / بقلم الدكتور محمد زيّاد : نرى العديد من المعلمين والمعلمّات في المدارس ممن يعملون في مهنة التدريس ليس كتربويين إنّما كـ"مقاولين أو جزّارين" إن صح التعبير. هؤلاء يفيقون في الصباح، وينظرون الى أنفسهم في المرآة معتقدين أنهم يصنعون معروفاً للطلبة وذويهم كونهم معلمين. فهم بالكاد يتقنون تخصصّاتهم، وبصعوبة يشرحون المادة التعليمية التي تحتاج الى تبسيط، ونادراً ما يبتسمون في وجوه طلبتهم، ولا يعرفون ما هي التغذية الراجعة ولمن وكيف يتم توظيفها. هؤلاء المعلمون والمعلمات، تجد أغلبهم قد بدأوا مهنتهم "متآكلين" أو "منطفئين" لأنهم لا يأبهون للرسالة التي يحملونها ولا يعون الهدف من هذه المهنة الرائعة. تجدهم أثناء التدريس، غير منظمين في طريقة الشرح، ويستصعبون من ايصال المادة بأسلوب شيق للطلبة، وأكثر ما يفعلونه عندما يواجهون صعوبة في الفهم لدى التلاميذ، يعيدون الشرح أكثر من مرّة بالطريقة السابقة ذاتها، دون أن يعوا أنها هي السبب في عدم فهم الطلبة للموضوع في المقام الأول. تجد بعضهم يبدأون نهارهم بغضب، ويفرغون شحنات مشاكلهم الشخصية على الصغار- الذين يبدأون يومهم متفائلين مترقبين متأملين. تجدهم يصرخون في وجه المتعلّم لأنه أخطأ في الحل، علماً بأن الخطأ جزء من التعلّم ومن لا يخطىء لا يتعلّم. وتجد بعضهم اذا ما أجاب التلميذ، وكان نصيبه أن يكون من غير المحظوظين أو من ذوي الإحتياجات الخاصة، لا يأخذ حقه من التعزيز، ويعزون معرفته للصدفة وليس للإجتهاد. كما وأن مراعاة القدرات الفردية للمتعلّمين ليست جزءاً من قاموسهم في العمل، لأن أكثرهم لا يعرفون حقاً ما يعنيه هذا المفهوم. هؤلاء المعلمون، يستعملون العنف كوسيلة للسيطرة على الطلبة، ولا يجدون وسيلة افضل من العقوبات الجماعية، وإهانة التلميذ أمام زملائه وتحطيم معنوياته، وقتل روح الإنتماء للعمل والتعلّم. هذا المعلم يتذمّر باستمرار، على الطلبة، وأهاليهم، وعلى الإدارة وبقية الزملاء وعلى المعاش. نقول لهذا المعلّم المقاول، اعمل لنا ولنفسك معروفاً ودع أطفالنا يكبرون ويحبون التعلّم والمدرسة، إرحل واختر لك مهنة اخرى!
7:37:00 م