لغة القالب

في قلب العاصمة : امرأة "مقعدة"تنتظر من يرحمها


راديو مهدية / بقلم سامية الزبيدي :
وجوه عديدة تطالعنا في ثنايا مختلفة من الطرقات: «أطفال.. كهول» شيوخ يستجدون حسنة ونظرة اهتمام وصدقة يجود بها اصحاب القلوب الرحيمة. هي إمرأة معوقة تتجول بكرسي متحرك لفتت انتباهنا على بعد أمتار من وزارة المرأة... تقدمنا منها فأسرت لنا بتفاصيل حياتها المؤلمة التي ارتسمت على تجاعيد وجهها الذي كسته ابتسامة شاحبة.
محدثتنـا مبـروكـة الـــذوادي إمرأة في عقدها السابع ولدت وهي تحمل اعاقة جعلتها حبيسة كرسي متحرك عانت مرارة الفقر منذ صغرها ولم تنعم كأترابها باللهو غير أنها رغم ذلك تجلدت بالصبر وكانت قريرة العين بما قسمه الله لها لكن ما كان يضيق به صدرها هو الفقر وظروفها المادية الصعبة إذ لولا بعض صدقات الاحسان لنامت لليال خاوية البطن وهي بعد وفاة والدتها تعيش بمفردها ورغم اعاقتها فهي تسعى للتعويل على نفسها والقيام بكل شؤونها بمفردها.
مبروكة قالت إنها طرقت أبواب المسؤولين مرارا من أجل اعانتها وذلك بتمكينها من اعانة قارة وبعد طول انتظار تم تمكينها من منحة المعوزين التي حسب ذكرها لا تسمن ولا تغني من جوع  لكنها لاتنفي انها خففت عنها ولو قليلا من متاعبها الا أنها بالكاد تكفيها في ضوء غلاء المعيشة لسد رمقها  غير أنها لا تستطيع دفع معلوم كراء المنزل الذي تقيم فيه و المقدر بـ 150دينارا فضلا عن معاليم الماء والكهرباء فهل هذه المنحة قادرة على مجابهة كل هذا؟... وهو ما  اضطرها الى استجداء العطف وسط شوارع العاصمة تسأل كل عابر سبيل ان يمّن عليها ببعض المال.
تحملت القرّ وأشعة الشمس الحارقة  على كبرها وعجزها وكلمات عابري السبيل هذا ينهرها وذاك يشفق عليها هكذا تقضي يومها فليس لها من حل آخر... فهي غير قادرة على ايجاد مورد رزق تقتات منه مع حفظ كرامتها لانها «مقعدة» وهي تأمل أن تحظى باهتمام من لدن الهياكل وذلك بتمكينها من منزل تقيم فيه لأنها غير قادرة في اغلب الاحيان على توفير معلوم الكراء الذي يرهق كاهلها وهي تتمنى أن يتم ذلك في أقرب الآجال لأنه سبق لها أن تقدمت بمطلب للحصول على مسكن وتحصلت على وعود في الغرض وأنها في قائمة الأولويات غير انها لم تجن من هذه الوعود شيئا و ظل الامر على ما هو عليه وبقي ملفها  على الرفوف ينتظر من ينفض عنه الغبار علّه في يوم من الايام يُجسّم لكنها قد تكون وقتها بين الأموات لا من أهل الدنيا كما قالت ...فهل من منقذ لعاجزة تنتظر أملا بعد أن أضناها الانتظار ... ؟
2:54:00 م
عدد المواضيع