قصور الساف: حين تتحالف الحافلات وسيارات الأجرة على المواطن..إلى متى هذا السكوت؟




كنّا قد كتبنا في مرات عدّة حول المعاناة التي يعيشها مواطنو مدينة قصور الساف مع وسائل النقل يومياّ وخاصّة المتعلّقة بالذهاب من وإلى مدينة المهدية مركز عمل آلاف المواطنين من قصور الساف والمناطق المجاورة لها.
مظاهر يومية لا يمكن وصفها إلاّ بالبائسة والمخلقة لكلّ مفهوم أو مصطلح للمواطنة، طوابير من البشر ومنذ ساعات الفجر الأولى تصطفّ أمام محطّة النقل ( لا تحمل من محطّة نقل إلاّ اسمها) في انتظار حافلة لشركة النقل بالساحل أو سيارة أجرة أصبحت نادرة لتنقذهم من معاناة الوقوف على الأرصفة و حتّى وسط الطريق في طقس بارد يزيد من وطأة المعاناة بكلّ ما في الكلمة من معنى. 
يحدث هذا أمام مرأى و بعلم السلط المحلية و الجهوية التي بقيت للأسف تلعب دور المتفرّج وكأنّها غير مسؤولة عن هذه الظاهرة التي أرّقت حياة الناس...فشركة النقل بالساحل مثلا تعلم علم اليقين أنّ أسطول نقلها و عدد الحافلات المعدّة لنقل الركاب من قصور الساف إلى المهدية لا تكفي ولم تعد قادرة على استيعاب الكم الهائل من المسافرين يومياّ لكنها تهمد و لا تتحرّك بل وتتعلّل بعدم توفّر العدد الكافي من السائقين لحلّ هذه المشكلة..؟ والحقيقة أنّ هذا الجواب هوّ مرآة تعكس صورة المسؤول في تونس الذي يعجز عن تحمّل المسؤولية ويدير وجهه إذا تعلّق الأمر بحق المواطنين، في حين تجده يتحرك يمنة ويسرى إذا تعلّق الأمر بمشروع ما أو صفقة ما ...؟ هكذا هوّ المسؤول في تونس...للأسف غير مسؤول .