 |
| المهدية : هذا هو السبب الحقيقي لتحويل وجهة المستثمر الأجنبي " ليوني " |
مازالت الأنباء متضاربة حول حقيقة انتصاب شركة " ليوني " لتركيب كوابل السيارات بجهة المهدية من عدمه خاصّة بعد الضجّة التي سبقت حلول هذا المستثمر الأجنبي و اتهام ولاية المهدية بالتقصير وعدم التعاون معه .
والحقيقة أنّ هذا الموضوع، وحسب مصادر مؤكّدة، أكبر ممّا يعتقده البعض، والأمر تعدّى حدود حتمية توفير قطعة أرض لهذا المستثمر الأجنبي من أجل تسهيل انتصاب مصنعه في ربوع المهدية، و تجاوزه إلى ما هوّ أبعد بكثير. وعكس ما يظنّه البعض، وحتّى نعطي لقيصر ما هو لقيصر، فإنّ ولاية المهدية، تعاملت مع الموضوع بكلّ جدية، وعرضت كلّ العقارات التابعة لوزارة أملاك الدولة والشؤون العقارية في المهدية وقصور الساف وقدّمت كل المعطيات والتفاصيل بالأرقام و وضعتها على ذمة هذا المستثمر الأجنبي سيما ما يتعلّق منها بطبيعة واختصاص اليد العاملة المتوفّرة ومدى قدرتها على الاستجابة لرغبات المستثمر. لكن يبدو أنّ هذا الموضوع، وكما ذكرنا سابقا، يتجاوز الشروط التي وضعها المستثمر أمام اللجنة الفنية للولاية، والتي لا تعدو أن تكون سوى تعلّة و مطيّة لخضوع هذا المستثمر للضغوطات وتحويل وجهته إلى جهة المنستير. إذ تشير مصادرنا إلى أنّ بعض الأطراف النافذة وذات العلاقات القوية، في الولاية الشقيقة، عرضت تسهيلات كبيرة على المستثمر من أجل تحويل وجهته وعدوله عن فكرة انتصابه في المهدية، وهوّ تقريبا ما يرغب به هذا المستثمر باعتبار مراوغته ومماطلته للمسؤولين في المهدية ممّا يعزّز فرضية نجاح مساعي " جماعة المنستير " في إقناعه بالانتصاب في ولايتهم - وهذا حق مشروع – لمسؤولي وأهالي المنطقة، خاصّة وأنّ هذا المستثمر لم يرحّب باقتراحه المتمثّل في بحثه عن انتداب اليد العاملة النسائية التي تعتبر زهيدة مقارنة بالرجال وهذا موضوع آخر قد يطول الخوض فيه.
ولاية المهدية مازالت إلى حدّ الآن في انتظار رد المستثمر الأجنبي على اقتراحاتها التي تعتبر معقولة جدّا نظرا لواقع الجهة التنموي، يبقى أنّ الموضوع يتطلّب وقفة ومدّا كبيرا من مختلف الأطراف في الجهة وعلى رأسها نواب الشعب في البرلمان.
