رئيس الاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية بالمهدية: لا لهروب المستثمرين بعد اليوم...وعلى مختلف الأطراف تحمّل مسؤولياتها.




أكّد الهادي حتور رئيس الاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية بالمهدية، أنّ منوال التنمية في الجهة محدود جدّا، ولا يعكس بالمرّة أولويات المنطقة، و حاجتها لدفع عجلة التنمية، و النهوض بالواقع الاقتصادي الذي يعاني من تراكم مشاكل عدّة.

وقال الهادي حتوّر، في  تصريح صحفي، إنّ منوال التنمية في المهدية، لا يستجيب لهذه المرحلة بما تحمله من رهانات، وتحديات اقتصادية، و اجتماعية، تحتاج تصوّرات جديدة ، تتماشى مع طبيعة وخصائص وحاجة كلّ منطقة، لدفع عجلة التنمية فيها، مشيرا إلى أن مؤشّر الاستثمار في الجهة، شهد تراجعا ملحوظا منذ سنة 2011 ممّا انعكس سلبا على الوضع الاقتصادي الذي ساهم في تراجع نسبة التشغيل، و ارتفاع نسبة البطالة- 13 بالمائة- و وصولها إلى أعلى درجاتها
واعتبر الهادي حتور، أنّ ولاية المهدية، بما فيها من امتداد شاسع للأراضي، تعتبر أرضية ملائمة جدّا لبعث أقطاب صناعية، هيّ أحوج ما تكون إليها، لكنها غير مستغلّة على النحو الأمثل، والضرورة تقتضي مراجعة بعض القوانين والتشريعات الخاصة بالاستثمار، و توفّر الإرادة الكفيلة بمقاومة العراقيل المتسبّبة في نفور المستثمرين، لاسيما منها المتعلّقة بعدم توفّر مناطق صناعية كافية و كفيلة باحتضان المشاريع الكبرى في كامل ربوع المنطقة، داعيا في هذا السياق إلى التسريع في مراجعة هذه النقطة، وتسهيل،  وتبسيط الإجراءات الإدارية المعقّدة، والتي مازالت للأسف تقف حجر عثرة أمام باعثي المشاريع، سواء منهم التونسيين أو الأجانب.
وفي ما يتعلّق برنامج عمل الاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة و الصناعات التقليدية، على المستوى القريب، قال حتور، إنّ الاتحاد الجهوي، يعمل على استرجاع، وتحسين العلاقات الدولية، وقد بدأ بخطوة أولى تتمثّل في إبرام اتفاقيات مع عدّة مؤسسات أوروبية، و جزائرية، مؤخّرا، و يسعى إلى تذليل العقبات، وفضّ الإشكاليات العقارية التي تعتبر أبرز معرقل ومعطّل للمشاريع في المهدية، وذلك لتسهيل جلبها وإقناعها  بالانتصاب في الجهة مع توفير ضمانات أوسع ، حتى لا يتكرّر سيناريو مصنع " ليوني " الذي تمّ تحويا وجهته، مع مستثمرين آخرين، كما أكّد أنّ الاتحاد  يسعى  بالتنسيق مع السلطات الجهوية،  إلى استرجاع أراضي البلديات، والمجلس الجهوي التي تمّ التفويت فيها سابقا إلى المستثمرين، دون استغلالها في بعث المشاريع،  وإعادة توزيعها من جديد على مستحقيها ممّن تقدّموا بدراسات لمشاريع قابلة للإنجاز على أرض الواقع،  ناهيك منها المشاريع التي تستقطب اليد العاملة.
وشدّد الهادي حتور على ضرورة دعم الاقتصاد الرقمي، ووضعه ضمن الأولويات في السنين القادمة، باعتباره رافدا من روافد التقدّم الاقتصادي الذي أصبح يعتمد على التكنولوجيا الحديثة، مؤكّدا -، في هذا السياق، أنّ الاتحاد الجهوي، قام بالشراكة مع مركز التكوين المهني والتدريب بالمهدية، بتنظيم دورات تكوينية علمية في اختصاصات متعدّدة، استفاد منها عدد كبير من التلاميذ والطلبة، والغاية منها، الإطلاع عن قرب على سوق الشغل ومتطلباتها، قبل مساعدتهم، ودفعهم للانتصاب الخاص، عبر توجيههم وتأطيرهم.
وفي ختام حديثه أكّد رئيس الاتحاد الصناعي والتجارة والصناعات التقليدية أنّ ولاية المهدية مقبلة على تحديات اقتصادية كبيرة، تحتاج فيها إلى قرارات شجاعة،  وأنّه على مختلف الأطراف المتداخلة،  تحمّل مسؤولياتها، للتسريع في إنجاز المشاريع الكبرى، كمشروع سبخة بن غياضة بالمهدية، ومشروع المحطة الاستشفائية بقصور الساف، ومشروع مدّ السكة الحديدية- في طور الدراسة- وغيرها من المشاريع التي تعتبر محرّكا، ودافعا أساسيا للتنمية في الجهة.