المهدية: تشهد توافد آلاف المصطافين: من يساعد البلديات على النظافة والعناية بالمحيط؟


كيف يمكن لبلديات مثل المهدية ورجيش وقصور الساف والشابة أن تواجه غول الأوساخ والفضلات التي يخلفها هذا الكم الهائل من المصطافين على  حاشية الطرقات والشواطئ كل يوم؟ كم على هذه البلديات أن تسخّر من معدات لوجستية و وسائل تنظيف ويد عاملة بما تستنزفه من أموال مرصودة لعملية كان يمكن أن يتم استغلالها في مشاريع أخرى؟ 
معلوم أن المدن الممتدة على طول الشريط الساحلي لولاية المهدية تعيش كل صيف على وقع مشكل النظافة الذي يبقى الشغل الشاغل لبلديات مثل المهدية وقصور الساف والشابة ورجيش بما تشهده من اتساع رقعتها الجغرافية وما يتطلّبه ذلك من مجهود مضني يلقى على عاتق البلديات تزامنا مع نقص كبير في عمال النظافة. مشكل زادت حدّته هذا الصيف باعتبار الانطلاق المتأخّر في عملية النظافة وعدم الاستعداد جيّدا من طرف البلديات قبل تنصيب المجالس البلدية الجديدة التي وجدت نفسها في مأزق حقيقي يتطلّب دراية واسعة لمجاراة مثل هذا الموضوع. لكن لسائل أن يسأل: لماذا تدفع هذه البلديات ضريبة توافد أعداد هائلة من السياح والمصطافين يصل أضعاف اضعاف متساكني المنطقة الأصليين وتستنزف ميزانياتها في عمل يومي فوق طاقة العمّال و الميزانية المرصودة للنظافة دون أن تساعدها الدولة أو توفّر لها المعدات واليد العاملة الكفيلة بخلق موازنة بين سير العمل اليومي العادي داخل المدن ونظافة الشواطئ؟ سؤال يطرح نفسه بشدّة وحسب اعتقادنا لا بدّ من رؤساء البلديات المعنية أن يطرحوا هذا الإشكال على السلطات الجهوية لإيجاد صيغة تسمح بدعم ميزانية النظافة لهذه البلديات حتّى يتسنى لها العمل في ظروف طيبة وتوفير كل أسباب الراحة للمصطافين في جهة المهدية لأنّ حالة الشواطئ رغم المجهود الكبير للبلديات حقيقة تدعو للتساؤل والحيرة في ذات الوقت؟؟