سلقطة : الأمواج العاتية تتلف أهم موقع أثري في المناقع ؟

سلقطة : الأمواج العاتية تتلف أهم موقع أثري في المناقع ؟


لا عجب في أن تكشف التغييرات المناخية المفاجئة التي شهدتها بلادنا في الأيام القليلة الفارطة حجم التجاوزات والخور الذي تعيش على وقعه معظم المدن والقرى التونسية على مستوى البنية التحتية خاصة.

معروف أنّ ولاية المهدية تحتوي على مواقع أثرية منتشرة عبر كلّ ربوعها تقريبا ناهيك منها الموجودة على الساحل والمطلة مباشرة على البحر في المهدية ورجيش وسلقطة والمناقع والشابة ... هذه المواقع تعرّضت على مرّ السنين وبفعل العوامل الطبيعية القاسية،  من جهة، إلى التشويه وبعضها إلى التدمير، ومن جهة أخرى، إلى السرقة والنهب.. دون تحرّك أو تدخّل أو حماية من السلط المعنية وكأنّ هذه المواقع لا قيمة لها ولا تنتمي إلى هذه البلاد الضاربة في عمق التاريخ، ولا أدلّ على ذلك ما تعرّض له الموقع الأثري، الموجود في المناقع - سلقطة في اليومين الفارطين تزامنا مع الرياح القوية و الأمواج العاتية التي تسبّبت في اتلاف جزء منه بعد أن تعرّض سابقا للتشويه بنفس الطريقة، والأمر يتعلّق أيضا بعدد كبير من البنايات المطلة مباشرة على البحر ممّن أضرّت بها الأمواج العاتية ناهيك أنّها لا تبعد عن المياه سوى بضعة أمتار لا تتجاوز في بعض الحالات الأربعة أمتار وهوّ ما يشكّل تهديدا صارخا من الطبيعة إلى هذه المنازل التي لم يحترم أصحابها مثال التهيئة العمرانية و لا الترافقات المسموحة  والمعمول بها في الأشغال المتعلّقة بالملك العمومي البحري.

آثار ومنازل معرّضة في كلّ وقت للإنهيار والاندثار جرّاء قوّة وعظمة البحر لكن يبدو أنّ هذا الموضوع لا يعني شيئا للسلط والإدارات المعنية في المهدية إلى حين حصول كارثة - لا قدّر الله  - قد تغرق معها المسؤولين تماما مثل هذه المواقع والبنايات التي يتربّص بها الخطر في كل آن وحين.

- صور : MM