القِمّجَة، الطّفطة، المِنْڨاش .. دُرَرٌ من التراث تُوّشح العروسة المهدوِية

القِمّجَة، الطّفطة، المِنْڨاش .. دُرَرٌ من التراث تُوّشح العروسة المهدوِية

تشكل الأزياء التقليدية في ولاية المهدية عنصرا مهما من التراث اللامادي للجهة، هذا اللباس الذي تأثر وبإجماع المؤرخين  بعديد الحضارات.

المرأة "المهدوية" هي المرأة المدللة التي لا تستعمل من المواد إلا الفضة الأصيلة والحرير الحقيقي لصناعة أنواع "فرامل" العروس.

"الحزام"، "التخليلة العربي"، "الحرام الفاسي"، "التخليلة المطرزة"، "قمجة الطفطة" و"قمجة الطوالي"،كلها أسماء ألبسة تتزين بها المرأة في المهدية في عديد المناسبات ولكل لباس ومناسبته. سيدة خلادي حرفية من ولاية المهدية حدثتنا بكل شغف عن تفاصيل هذا اللباس، فبالنسبة لغير المتزوجة، ترتدي قمجة وفرملة وسروال عربي وتبقي على شعرها دون غطاء، حتى يمكن تمييزها عن المتزوجات،كما تتزين بالحلي.

 العروس يوم الحنة ترتدي لباس يميزها عن غيرها فكانت سابقا ترتدي سبعة قمايج، ثم تطور اللباس لكي يصبح قمجة واحدة  بسبعة حجور والحجور هي تلك الشوشات الحريرية الحمراء و الخضراء و البرتقالية التي تدلى من أكمام و أسفل هذا الثوب، كما ترتدي العروس السروال العربي والفرملة الكحلة المطرزة بالفضة المغزولة وهي  صدرية ضخمة من القطيفة السوداء، وتغطي راسها  بالحرام فاسي وهو نسيج محلى بالفضة و الحرير.

كسوة الجلوة تتكون كسوة الجلوة من القمجة الطوالي والفرملة الكحلة والطفطة التي تكون  اكبر من حيث الحجم من تلك التي ارتدتها يوم الحنة كما تلبس العروس فوق رأسها القوفية. في اليوم الموالي لليلة الزفاف تحافظ العروس على نفس اللباس القمجة والفرملة و الطفطة مع إضافة البِديَّة وهو لباس مطرز بالفضة يوضع على الرأس. وبالنسبة للحلي فتتزين النسوة في المهدية بنفس الطريقة  بـ"التليلة" و"القوفية" و"الهلة" و"سلسلة الحجر" و"الخلخال" و"المناقش" و"المقايس" و"الرشقة" و"الفكرونة" ،و"المحبوب". 

تتميز عادات وتقاليد المهدية بخصوصيات قل أن تجد مثيلا لها ،عادات سهرت الأجيال السابقة على تمريرها وتوريثها لضمان المحافظة عليها وتطويره.

الصورة المرفقة للمقال بعدسة الفوتوغرافي : رؤوف الشابي