قصور الساف : غابات تتحول إلى مصباّت عشوائية .. فمن يتحمّل المسؤولية ؟

قصور الساف : غابات تتحول إلى مصباّت عشوائية .. فمن يتحمّل المسؤولية ؟

لكلّ مدينة مزيّتها، و مدينة قصور الساف تمتاز بموقعها الإستراتيجي، ومناظرها الخلابة، وهضابها المترامية على تخوم المدينة، والتي تحرسها من كلّ جانب في سلسلة تمتدّ من منطقة أولاد صالح وتصل إلى شواطئ سلقطة والمناقع.

قصور الساف، مدينة جميلة جدّا، لكن معظم سكانها لا يعرفون ولا يدركون ما حباهم به الله من نعمة يحسد عليها، 80 بالمائة من مساحة قصور الساف هيّ غابات و زياتين وأراضي زراعية، لم يتم استغلالها على النحو الأمثل، وهيّ القادرة على تغيير وجه المنطقة برمتها. 
والحقيقة أنّ المظاهر المزرية انتشرت في كلّ مكان،  ولم تسلم، لا الشواطئ، و لا الغابات التي أصبحت مصباّ للفضلات المنزلية وفواضل البناء والمعامل...ولا أدلّ على ذلك، ما تشهده غابة " سيدي عماّر " إحدى أجمل الغابات، من اكتساح غير مسبوق لكلّ أنواع الأوساخ ، لتفقد بهرجها  الطبيعي والتاريخي كمعقل من معاقل ثوّار المدينة ضدّ الاستعمار الفرنسي، مثلها في ذلك، مثل غابة " القصعة " أو المنتزه الحضري الذي صرفت لأجل تهيئته مئات الملايين، لكنّه اليوم يثير عدّة تساؤلات حول جدّية العناية به من عدمها تزامنا مع مظاهر مخلّة و مزرية لم تتوفّر الإرادة والإمكانيات للقضاء عليها بعد، ناهيك عن تواصل الإعتداء على الأشجار وقصّها من طرف البعض في ظلّ صمت مريب إزاء هذه الظاهرة..؟ نفس الشيء تقريبا يحصل في غابة و هضبة " بنت المسعودي" التي تتوسّط  قصور الساف و سلقطة و المناقع، وتقف في ثبات و شموخ كآلهة تعلو المكان وتحرسه في استكان و تواضع. هذه الهضبة وغيرها من الهضاب المجاورة أصبحت مهدّة بالإنهيار في أي وقت بسبب دهاليز ومغارات سكنت جوفها  نتيجة الحفريات التي طالتها في السنوات الأخيرة لاستخراج الحجر الأصفر المعروف بكونه أكثر الأحجار جودة في المتوسط ومنه تمّ تشييد قصر الجم العظيم على يد الرومان وبأحجار تمّ نقلها من سلقطة.

فأين السلط المحليّة من هذه التجاوزات ؟ وأين إدارة الغابات التي تعهد لها حراسة هذه المواقع ؟ وهل تتدخّل الولاية وإدارة التجهيز للقيام بما يجب القيام به وحماية هذه الغابات ؟