رجيش: توظيف الأزمة ممنوع...و صوت الحكمة مطلوب.



الآن وقد دخلت تحرّكات أهالي مدينة رجّيش في منعرج خطير نتيجة عجز السلط المحلية والجهوية عن حلّ أوكد الملفات المطروحة وأكبرها ألا وهوّ موضوع " الأوناس " وتبعاته الخطيرة على البيئة والبحر خصوصا..  وما انجرّ عن ذلك من تداعيات ميدانية تمثّلت في التصعيد من قبل المحتجين من أهالي رجيش و غلق للطرقات و تدخّل الأمن وفكّ الاحتجاجات بالقوة.
 الآن أصبح من الضروري متابعة الملفّ بكلّ تفاصيله وجزئياته وما على والي المهدية المسؤول الأول في الجهة إلاّ التحرّك نحو إيجاد صيغة تجمع مختلف الأطراف على طاولة واحدة مع ممثّلين عن المهدية ورجيش و قصور الساف والشابة إضافة إلى ممثّل ديوان التطهير الوطني وخبراء في المجال بعيدا عن توظيف هذا الموضوع وتمييعه واستغلاله في مآرب أخرى مثلما يلوح بذلك الواقع ويستنتجه العاقل.
أهالي رجّيش يطالبون بحماية بيئتهم وبحرهم وهذا من حقّهم والدستور ضامن لذلك وضامن لعيش كريم لكل المواطنين، ومخطإ من يعتقد أنّ الأمر يتعلّق فقط ببحر رجيش ومدينة رجيش، بل ينسحب على كل المناطق المجاورة... لذلك فالأمر يتطلّب الحكمة و قرار جريء غير متسرّع ومدروس والأهم من ذلك كفيل بغلق هذا الملف نهائياّ تزامنا مع مشروع سبخة بن غياضة الذي مازال قيد الدراسات النهائية.
الدولة مطالبة بتوفير حلول وهذه مهمّتها الأساسية، لكن مقابل ذلك، المواطن مطالب بدوره باحترام مؤسسات الدولة والقنوات القانونية والرسمية هيّ الكفيلة بحل أي إشكال دون تعصّب أو تكلّف أو احتكار للوطنية التي أصبح يتاجر بها كلّ من هبّ ودبّ.
وكي نختم، لا بدّ من القول إنّ صوت رجيش هوّ صوت كل المهادوية بعيدا عن منطق " بلادي وبلادك" و " معيز ولو طارو " فالعقلاء وحدهم هم من يظهرون في هذه المواقف، وكي تكون مسؤولا، لا بدّ أنّ تتحلّى بروح المسؤول.