مستقبل رجيش في " الناسيونال" : أنجز حرّ ما وعد
كان لا بد للكرة أن ترضخ لرغبة ومشيئة " الرواجشية " مهما كانت الأسباب والعراقيل، و أن تنصف هذا الجيل الذي أثبت عن جدارة تميّزه على جميع المستويات دون الحاجة للبهرج والأضواء.. نعم، درس كبير قدّمه أبناء مستقبل رجيش لكلّ التونسيين وهو أنّ الأسماء الرنّانة في عالم المستديرة والأموال الطائلة لا تصنعان الأمجاد بقدر ما تصنعه التضحية والعزيمة.
مستقبل رجيش برهن بالكاشف أنّ القفزة التي حقّقها منذ 3 سنوات تقريبا لم تكن وليدة الصدفة، بل ثمار عمل متواصل و رهان على فريق شاب آمن أنّ المستحيل ليس رجّيشيا وأنّ الأقدار تخضع للأبطال، ومنها كانت الإنطلاقة الحقيقية بترتيب البيت و وضع برنامج عمل ثابت وناجح فاق الطموحات و قاد الفريق إلى بطولة الرابطة المحترفة الثانية لكرة القدم هذا الموسم ومنه إلى الرابطة المحترفة الأولى لأول مرة في تاريخه.
كرة القدم نجحت في لمّ شمل الفرقاء، و رجيش وحّدت جهة برمّتها ونجحت حيث فشل المسؤولون بإدخال البهجة والفرح على قلوب متساكينها في وقت لا شيء يبعث على الارتياح في منطقة يفرّ شبابها ويرمي بنفسه في مراكب الموت بحثا عن " حرقة " إلى الطرف الآخر، لكن رجيش روّضت شبابها و صنعت منهم أبطالا ونجوما في بلدهم بإمكانات محدودة جدّا لكن بصدق منقطع النظير وهوّ ما غاب عن بقية الفرق الأخرى على غرار مكارم المهدية و اتحاد قصور الساف ونجم الجم.
11:50:00 ص