المهدية: انتهاكات وقرارات مسقطة تخفي تسلّط الوزارات و عجر البلديات

 



 جرت العادة في المهدية أنّ يتمّ الاستعداد جيّدا لاستقبال فصل الصيف  وتتظافر مجهودات  السلط الجهوية والمحلية في مجال النظافة و العناية بالبيئة والمحافظة على المحيط خاصّة في هذا الوقت الذي تشهد فيه المهدية و المدن المجاورة لها توافد أعداد هائلة من التونسيين والأجانب لقضاء العطلة الصيفية. 
حملات نظافة يومية تشهدها معظم البلديات تقريبا على غرار المهدية و قصور الساف و الشابة وهيّ البلديات أكثر ضغطا في فصل الصيف من حيث ارتفاع عدد الزوار و بالتالي تزايد الفضلات المنزلية و غيرها من المظاهر المزرية والمخلّة بالبيئة و ما يكلّفه ذلك من استنزاف لأموال هذه البلديات التي تعاني الأمرّين بتسخير كلّ طاقتها البشرية و المالية لتوفير المناخ السليم للإصطياف رغم الضائقة المالية التي تعيشها.
ومن المفارقات العجيبة أنّ هذه البلديات لا تصنّف كبلديات سياحية تحظى بميزانية خاصّة من وزارة السياحية..؟ فهل من المعقول أنّ لا تصنّف بلدية قصور الساف مثلا بما تحمله من ثقل ديموغرافي واقتصادي وما تتوفّر عليه من شريط ساحلي لمدينة سلقطة وضواحيها يمتدّ على طول 13 كلم ؟ فضلا عن ذلك.. هل يعقل أنّ يتمّ غلق مصب الفضلات في سلقطة أمام بلدية قصور الساف بقرار مسقط،  لتغرق المدينة و كل ضواحيها في الفضلات و فواضل البناء وغيرها بسبب استحالة وجود مصب آخر يوفّر حلاّ للبلدية؟
فأين الحكومة و السلط الجهوية ممّا يحدث في هذه البلديات؟ وأين المجتمع المدني وغيره ممّن يتشدّق بالتشاركية و المشاركة في اتخاذ القرار؟