قصور الساف : أين الدولة من انتهاك المقاولين للهضاب والطبيعة ؟

قصور الساف : أين الدولة من انتهاك المقاولين للهضاب والطبيعة ؟

وأنت تدخل مدينة قصور الساف عبر مداخلها الستّة تتراءى لك من بعيد سلسلة من المرتفعات المتجانسة هيّ هضاب مترامية تكسوها الخضرة وتطوّق المدينة في شكل حزام هلالي يقف في ثبات و شموخ كآلهة تعلو المكان وتحرسه في استكان و تواضع.
هذه الهضاب هي تاريخ المدينة التي تحمل بين ثناياها قصص وروايات بحجم عراقة وتجذّر هذه الرقعة الجغرافية التي مازال الغموض يكتنفها ولم تبح بعد بأسرارها إلاّ بالنذر القليل الذي لا يسمن من جوع ويكفي أن نستعرض منها ماهو معلوم لدى العامة من اكتشاف ما يطلق عليه " درع حنّبعل " والتابوت سنة 1909 في إحدى هضابها .. أو ما لعبته خلال فترات سابقة من دور مهم  كأبراج مراقبة خاصّة منها المطلّة على البحر، دون أن ننسى أنها كانت حاضنة " للفلاقة " والمقاومين ومنطلق هجماتهم على الفرنسيين زمن الإستعمار وما تكبدوه من خسائر جسيمة حالت دون دخولهم إلى قصور الساف إلاّ بعد سنوات تمّ خلالها قصف المدينة بقذيفتين.
هذا قليل من كثير أوردناه حتّى يعلم القاصي والداني ما يهدّد هذه المدينة من استنزاف متواصل لثرواتها الطبيعة وهضابها الجميلة التي سوّيت بالأرض على يد مخرّبين ومقاولين يستخرجون الحجارة الفريدة والتراب من مقاطعها ويستغلونها في تعبيد الطرقات وتمهيدها في اعتداء صارخ ليس مثله اعتداء، وسكوت مريب من طرف السلطة المحلية التي لم تجد حلاّ لتغوّل عدد من المقاولين ممّن يحملون تراخيص ( إن وجدت) لا يعلم من أمضاها أنّ هذه الهضاب هيّ رمز المدينة وتاريخها ومعظمها على ملك الخواص لا الدولة،  وحتى إن كانت على ملك الدولة.. كيف ترخّص السلطات القائمة  لتشويه أملاك الدولة والإعتداء عليها ؟
" حمادة الزعترية " و " حمادة القصعة " و " حمادة سيدي عمار " وحمادة البقر" و" حمادة  طريق هري" و" حمادة بيت المسعودي" و "حمادة سيدي علي البهول" و " حمادة عبد العزيز" هي محميات طبيعية حبانا الله بها و شكّلت عبر الزمن  حاضنة و رقيب وصائن لتاريخ مدينة ضارب عمقها في التاريخ سنبكي عليها يوما كما تبكي الثكلى وتنوح النائحة.