سلقطة: هل تتحمّل البلدية وحدها مسؤولية رداءة البنية التحتية؟



 مازالت مدينة سلقطة الساحلية الجميلة تثير في كل مرة ردود فعل قوية لدى الرأي العام وخاصة أبناء المنطقة كلما تعلّق الأمر بالحديث عن البنية التحتية لهذه المدينة والتي لا ترتقي لاسم ولا عراقة ولا تاريخ هذه الجهة.

ولئن يصرّ البعض على حصر مشكل طرقات مدينة سلقطة في الطريق الساحلية وهي المنفذ الوحيد للجارة رجيش والمهدية فإنّ الحقيقة أبعد ما تكون عن ذلك لأنّ مدينة سلقطة إلى اليوم تفتقد لأبسط مقومات العيش الكريم ناهيك عن طرقاتها ومسالكها الفلاحية و خاصة غياب التطهير الذي يعتبر السبب الأول في تدهور البنية التحتية و اللجوء في كل موسم اصطياف إلى الترقيع وصرف الملايين في عملية أثبتت عدم جدواها لكن إصرار البلدية والتجهيز على ذلك يجعل منها قضية كل موسم وما تثيره من استفزاز للمواطنين والزوار لهذه المنطقة.

إن غياب حل جذري لهذا الإشكال سيزيد من معاناة أهالي المنطقة خاصة أن الطرقات في مدينة سلقطة فاتت مدّة صلوحيتها منذ سنوات وكل الحلول العاجلة لا تعدو أن تكون سوى حلولا ترقيعية وشجرة تحجب الشمس عن حقيقة لا ريب فيها وهي أن مدينة سلقطة تحتاج لمدّ قنوات التطهير وتصريف مياه الأمطار وما يتبع ذلك من تحسين البنية التحتية والطرقات جزء منها.. والأكيد أن سلقطة روّحت على نفسها فرصة التمتع بمشروع التطهير وميزانية تقدر بالمليارت نتيجة غياب رؤية واضحة ومواقف متشنجة ورافضة للفكرة من قبل المجتمع المدني الذي حال دون إنجاز هذا المشروع في وقت ما بسبب المخاوف من محطة التطهير ومخلفاتها على البيئة وخاصة على البحر الذي يمثل النقطة المضيئة الوحيدة في سلقطة.