المهدية : حتى لا تصبح مقاومة الانتصاب الفوضوي واحتلال الرصيف.. نقمة؟
استبشر أهالي المهدية و المناطق المجاورة لها عبر مختلف المدن والمعتمديات بالحملة المتواصلة للقضاء على الانتصاب الفوضوي والإستغلال الفاحش للرصيف من طرف التجار والباعة والمقاهي وحتى المؤسسات التجارية والاقتصادية والتي كانت قد انطلقت مؤخّرا.
هذه الحملة ولئن لاقت استحسان المواطن و كان لها الأثر الطيّب في تحرير الأرصفة و الشوارع التي انتهكت حرمتها في جل المدن تقريبا إلاّ أنّها أضرّت بالبعض خاصّة أصحاب المحلات التجارية التي استجابت للحملة وتقدّمت بمطالب كتابية إلى البلديات المعنية من أجل تسوية وضعيتهم قانونيا ودفع معاليم الإشغال الوقتي للرصيف والإشهار ناهيك عن توفّر الشروط المطلوبة للتسوية دون الحديث عن الوضعيات الأخرى التي تتطلّب تدخّلا حازما بسبب الإفراط في استغلال الرصيف واعتباره ملكا خاصا.
فالمعلوم أن لكلّ اجتهاد نصيب من الخطأ.. والخطأ أن يعامل الجميع بنفس الطريقة والكيفية والحال أن الوضعيات تختلف بين المناطق أو حتى بين التجار والباعة المنتصبين أنفسهم فما بالك بمن له محل مسوّغ خاضع للأداءات ويدفع معلوم الكراء.. لذلك وجب لفت نظر السلط المحلية والجهوية إلى ضرورة التعجيل بالنظر في مطالب من تقدّموا تلقائيا لتسوية وضعيتهم لأنه من غير المعقول ولا المقبول أن يقف نشاط البعض وتتدهور وضعيته وتتعطّل الحركة التجارية والاقتصادية بسبب ما جناه المتهوّرون على البعض الآخر ممّن ينتظر حلاّ سريعا من والي المهدية الذي أبلى البلاء الحسن منذ تعيينه، وكلّهم أمل أن يعلو القانون على الجميع دون استثناء بما فيه مصلحة كل الأطراف بما في ذلك الدولة بجمع ضرائبها في فترة حساسة أوكذلك لعامة الناس.