لغة القالب

المؤرخ والباحث الأكاديمي بولبابة النصيري: تاريخ سلقطة يعود إلى 1300 ق.م وسكانها هم من أسسوا قرطاج

 


فجّر المؤرّخ التونسي والباحث الأكاديمي في الجامعة التونسية بولبابة النصيري في تصريح إعلامي" قنبلة " تاريخية جديدة بالقول إنّ مدينة سلقطة من معتمدية قصورالساف هيّ مهد الحضارة البونية وسكانها هم من أسّسوا قرطاج.

وجاءت تصريحات المؤرخ بولبابة النصيري، على هامش دراسة علمية تم نشرها مؤخرا في مجلة " Nature " البريطانية خاصة بالتحليل الجيني لأكثر من 210 أفراد من 14 موقعا  فينيقيا و قرطاجيا في بلاد الشام وتونس وحوض المتوسط، والتي خلصت إلى أن أصول القرطاجيين ليست فينيقية. وهو ما ذهب إليه الدكتور ديفيد رايش عالم الوراثة في جامعة هارفارد، في دراسة تم نشرها في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، والذي أكّد أنّ 3 فقط من أصل 103 أشخاص تم تحليل بقايا عظامهم لديهم تراث بلاد الشام.. وأن نسبة حضور الفينيقيين في شمال افريقيا ضئيلة جدا مقارنة باليونان..؟ لينسف بذلك مقولة أن الفينيقيين هم من أسّسوا قرطاج.

وأكّد بولبابة النصيري أنّ قرطاج تمّ تأسيسها من قبل " الباركيون" وهم سكان مدينة سلقطة التي يعود تاريخ تأسيسها إلى القرن الـ13 قبل الميلاد وهيّ تحتوي على أقدم الموانئ في المتوسط مع أوتيك وقرطاج، بناء على دراسات تؤكّد أنّهم أسسوا أوّل عاصمة خارجية وهي برشلونة الإسبانية أين اكتشف الذهب والفضة التي تم جلبها لتعدينها في سلقطة لتكون أول بنك مركزي للمعادن، وفق دلائل مادية هيّ عبارة على نقود موجودة اليوم في تونس وأمريكا والبرازيل والأرجنتين و الأورغواي، والتي تحمل رمز " النخلة " وهي إحدى الرموز الموجودة على المعادن القرطاجية إضافة إلى الحصان و رأس الحصان، مضيفا أنّ أقدم غابة نخيل كانت موجودة في سلقطة وأن شعار "الدولة السلقطية" كان نخلة وهو ما تم اكتشافه على نقود موجودة حاليا في إسبانيا، ويعود تاريخ تعدينها إلى 1205 ق.م ليحيل ذلك إلى أنّ مدينة سلقطة أقدم من قرطاج وأوتيك وسكانها هم من أسسوا قرطاج دون أي شك .

وألمح الدكتور النصيري إلى أن أكثر من 400 سنة مفقودة من تاريخ قرطاج بسبب التحريف على أيد  الرومان وكذلك الإغريق، نافيا في الوقت ذاته حدوث عدّة معارك بين القرطاجيين و الرومان بما في ذلك معركة " زاما " التي قال إنّ ليس لها أي دليل أثري أو مادي عدا ما ذكره بعض المؤرخين الرومان أو كتبة البلاط والشعوب المنتصرة.

تصريحات أثارت جدلا واسعا في الشارع التونسي الذي انقسم بين مشكّك ومؤيّد لكلام الدكتور النصيري باعتبارها تنسف جزء كبير من تاريخنا.. ليبق السؤال مطروحا: متى يتم تناول هذه المواضيع بجدية وتتحمل الدولة مسؤولياتها تجاه تاريخ كتبه الأعداء و تتقاذفه الأهواء؟ 

بقلم: أيمن بن رحومة 





5:13:00 م

عدد المواضيع