لغة القالب

الإعلام التّونسي في سطور ... بقلم سامي براهم

راديو مهدية / بقلم سامي براهم : بعض وسائل إعلامنا المكتوبة و المسموعة و المرئيّة تواصل التّشهير بنفس الذين كانت تشهّر بهم زمن المخلوع و بنفس الأساليب من التّشويه و التّزييف و الأكاذيب و الأراجيف و خيانة شرف المهنة الفرق الوحيد أنّها كانت تفعل ذلك سابقا تحت الإكراه غالبا و تفعله اليوم بشكل إراديّ قصديّ و من طرف نفس الأشخاص السّابقين ضمن أجندة سياسيّة مضادّة لما أفرزته الثّورة من توازنات و مشهد سياسي جديد ... سياستهم الإعلاميّة الممنهجة إختلاق محاور نزاع و اشتباك بعضها يقوم على أحداث واقعيّة يقع تضخيمها و و جعلها محور اهتمام وطني و غالبها مختلق مفبرك لإراباك الرّأي العامّ ... و رأينا يوم 8 فيفري هذا المشهد الإعلامي الخائن لشرف المهنة في أقصى حالات استهتاره بشرف المهنة و ممارسته لكلّ أشكال التهييج و الشّحن و التّحريض عبر فبركة الأشرطة و تمرير الأكاذيب و الدّعاية الزّائفة ... سياسة تكثيف الإشاعات كمّا و كيفا المقصود منه إراباك الرّاي العامّ التّونسي و الأجنبي من خلال الهرسلة و التّسميم و تعفين الأجواء العامّة بشكل يجعل من العسير الردّ على كلّ كذبة أو فرية أو إشاعة على حدة ... بل يعلم أصحاب هذه السياسة أنّ الإشاعة التي يقع تكذيبها تفعل فعلها في ضمائر النّاس و وعيهم قبل تكذيبها هذا إن بلغ التكذيب مسامع النّاس أصلا ... هذه نفس سياسة صنع رأي عام و قولبة وعي النّاس و غسل أدمغتهم في الدّول الفاشيّة الكليانيّة و لكن في حالتنا لا تمارسها دولة ما بعد الثّورة بل إعلام دولة ما قبل الثّورة الذي لا يزال يحتفظ بنفس المنظومة القديمة بكلّ طاقمها و أشخاصها و هياكلها و تموقعاتها كانّه آخر القلاع الحصينة لنظام ساقط بإرادة الشعب ... هو صراع حاد على امتلاك وعي النّاس يضع شعبنا أمام اختبار نوعي و امتحان صعب بين الاستيلاب الإعلامي و الوعي الذّاتي الحرّ القادر على التمييز و الإدراك الموضوعي رغم التجاذبات و التنافس على امتلاك وعيه و كسب ودّه كرصيد انتخابي في معركة التعبئة التي يخوضها إعلام المنظومة السابقة بكلّ شراسة و دون مراعاة لأيّة معايير اخلاقيّة ... لو قرر شعبنا أن يحاسب كلّ من تورّط بعد الثّورة في تزييف الحقائق كم سيبقى داخل عشّ الدّبابير الإعلامي في تونس من إعلاميّ شريف أوّل مبادئه الإعلاميّة الخبر مقدّس و التّعليق حرّ ؟؟؟ بالله رجاء لا تردّدوا لي تلك المقولة الممجوجة و الحجّة الرّكيكة ( القطار الذي ياتي في وقته ليس خبرا يستحق النشر لأنّ وصوله في وقته هو الاصل لكن وصوله متأخّرا و ربما سقوطه و ما يحدثه من ضحايا هو الخبر الذي يحتاج الإستنفار و يحدث الإثارة .).. ذلك أنّ الأصل في هذا البلد الطيّب طيلة أكثر من نصف قرن أنّ جميع قطاراتنا متأخّرة و خاصّة قطارات الديمقراطيّة و التنمية و الكرامة و الحريّة ... فعندما تحاول قطارات ما بعد الثّورة أن تصل في الوقت أو قريبا من الوقت فذلك حدث يجب أن ينوّه به و تستنفر كلّ الطّاقات للمحافظة على عدم تأخّره أكثر من الوقت كما كان عليه الأمر في السّابق ... على هذه الأرض ما يستحقّ الحياة و الحلم و العشق و التّضحية رغم أصوات النعيق الإعلامي الغرباني الأسود ... المجد و الخلود للشّهداء و لمن دفعوا ضريبة الثّورة أجيالا بعد أجيال و لهذا الشّعب الذي الذي يختزن في صدره الإرادة و في وضميره الشّهادة الصّادقة على كلّ تاريخ البلد.
6:43:00 م

عدد المواضيع