لغة القالب

صرخة شـاب : إعاقتي تكبّلني ... فهلاّ رحمتموني


راديو مهدية / بقلم
غادة المالكي : يحول أحيانا العوز وقلة ذات اليد دون تحقيق  العديد من أحلام وتطلعات الإنسان ، ثم يتحولان أحيانا أخرى إلى حاجز نفسي يسقط الفرد في دوامة من اليأس والإحباط والضياع ذلك هو حال حاتم بن ابراهيم الظاهري ، شاب الـ 21 سنة الذي أنهكته إعاقته وعزلته عن العالم المحيط به وسط ظروف مادية عصيبة . يعيش حاتم صحبة والديه وأخواته الأربعة بولاية قفصة ، كان من المتفوقين في دارسته محبا للحياة كغيره من الشباب ، متطلعا نحو الأفضل ونحو مستقبل زاهر مليء بالمفاجآت السارة ، لكن الحظ لم يكن إلى جانبه لأنه يعاني من إعاقة بصرية على مستوى العين اليمنى ، جعلت من حالته محل استفسار زملائه وكل المحطين به ، حتى  تحول الأمر إلى انتقادات واشمئزاز و«حقرة» دفعت به إلى مغادرة المعهد ومقاطعة جميع من حوله. وعن معاناته ، حدثنا حاتم قائلا: «أنا أعتبر نفسي في صفوف الأموات، لقد حطمني نظرات المجتمع وأنا اليوم أفكر جديا  في الإنتحار ، فأنا متضرر ماديا وصحيا ومعنويا ونفسيا ، ولم أجد  آذانا صاغية ولا مسؤولا من قطاع الصحة يهتم بحالتي رغم مراسلاتي العديدة لهم . كل ما أريده اليوم هو مساعدتي على  إجراء عملية جراحية على العين وصراحة هذه العملية ستكلفني أموالا طائلة وضعف حيلتي وقلة ذات اليد جعلا مني إنسانا عاجزا وغير قادر على دفع هذا المقدار الكبير من المال ».وأضاف حاتم : « كل ماأرجو اليوم هو منحي هذه الفرصة لأستطيع العيش في سلام وبعيدا عن « العقد»  ، هناك من الناس من يخافني ظنّا منهم أنني مجرم أو صاحب سوابق، و البعض الآخر ينظر لي بتعجب دائم كأنني مخلوق غريب ونظرات  هؤلاء تحطّمني . أقسم إن أخبرتكم أنني على استعداد تام للعمل و العطاء والعيش مثل بقية افراد الشعب . لكنني مكبل بهذه الإعاقة وكل ما أتمناه هو أن أتمكن من اجراء هذه العملية خاصة أن التونسين قدموا قبل الثورة وبعدها مثالا في البذل والعطاء والإيثار  وقد ازداد عطاء هذا الشعب مباشرة بعد الثورة ، فترى الناس يتقاسمون حتى الغداء وكل ما أريده من أبناء شعبي هو مساعدتي كي أسطتيع العودة إلى الحياة الإجتماعية. أقسم إن قلت أن حالتي استعجالية ، وقلوب التونسيين لا تخلو من الرحمة وأنا لا أريد الإلتجاء إلى حلول لا ترضي الله، هذ ليس بتهديد ولكنه رسالة من شاب يائس ينتظر قليلا من الإهتمام والرحمة والسلام ». فهل من مجيب !!  
6:33:00 م

عدد المواضيع