عادات وتقاليد الزواج : عروس المهدية المدللة

عادات وتقاليد الزواج : عروس المهدية المدللة

في المهدية تتميز عادات وتقاليد الزواج بخصوصيات قل أن تجد مثيلا لها في بقية جهات الجمهورية. 

فالمرأة المهدوية لا تستعمل من المواد إلا الفضة الأصيلة والحرير الحقيقي لصناعة أنواع "فرامل" العروس (الفرامل أنواع: الصدر، التحضينة، الجلوة، الخيايطية، الكوفية وتطرز بخيط الفضة ومن الأنواع الأخرى لكسوة العروس :

الحزام، التخليلة العربي، قمازولة، الحرام الفاسي، التخليلة المطرزة، قمجة الطفطة وهي مخصصة لليلة الدخلة وقمجة الطوالي. أما الحلي فتتمثل في التليلة والقوفية والهلة وسلسلة الحجر والخلخال والمناقش والمقياس والفكرونة.

من الخطوبة الى الارتباط النهائي

وتقتضي العادات في موسم الأفراح والمسرّات أنّ يتقدّم الشاب لخطبة فتاة ويهدي لها، بهذه المناسبة، هديّة «المُوسم» وتكون في أغلب الأحيان، خاتما من الذهب، أو قلادة ذهبية، وهي عادة يلتزم بها الشاب، إلى حين الاقتران والزواج .

ومع مرور الوقت، بدأت هذه العادة، تتلاشى تدريجياّ، لعدّة اعتبارات، منها ما هوّ مرتبط بالحياة العصرية، والعادات الجديدة التي طمست تقاليدنا، ومنها ما هوّ مرتبط بعزوف الشباب وتقلّص نسبة الراغبين أو العاجزين عن الزواج، بسبب غلاء المعيشة، وارتفاع الأسعار، حيث تفرض العادات والتقاليد في المهدية وقصور الساف، على سبيل المثال، أنّ تجهّز الفتاة نفسها، باللباس التقليدي «المهدوي» الذي يعتبر أهمّ شرط يجب توفيره قبل الزواج، ويساعدها في ذلك الشاب الذي يجد نفسه مجبرا في كثير من الأحيان، على تحمّل مصاريف تثقل كاهله، دون أن يستفيد منها، على غرار اللباس التقليدي، المصنوع من الفضّة، والذي يصل سعره إلى أكثر من 13 ألف دينار وهي مصاريف يرى الشباب اليوم، أن لا طائل من ورائها، وأنّها تمثّل عقبة أمام تحقيق حلمه، إذ أصبح مجرّد التفكير في الزواج لدى الشاب في المهدية، كابوسا يقض المضاجع، ويؤرّق حياته، ويعتبر التشبّث بهذه العادات من قبيل تعجيز الشاب الذي لا يقدر على توفير شغل ومسكن، فما بالك بمصاريف هذا اللباس الذي تنفرد به جهة المهدية، دون غيرها من بقية المناطق التونسية، هذا الإشكال، ساهم بدرجة كبيرة في بروز ظاهرة جديدة في المهدية، وهيّ الاقتران بفتيات من خارج الجهة، أو أجنبياّت، وهيّ ظاهرة وجد فيها الشاب «المهدوي» حلاّ كفيلا بتحقيق حلم الزواج وبأقلّ مصاريف ممكنة، وهجر عادات وتقاليد هيّ أشبه بالكابوس المزعج. نقلا عن جريدة الشروق