إلى أرواح ضحايا القارب المنكوب.


يا أماه لم يبق لي أي خيار سوى الرحيل..
 بين أوراقى والسطور وبقايا الأشعار..
 لم يبق لي سوى الرحيل عبر بحر غدار..
أو البقاء في هذا الجحيم و الانتظار..
هذا الرحيل ليس بالأمر اليسير..
لكني أجبرت على هذا القرار..
أسافر وسط هبوب الرياح..
فى صقيع.. و أمطار ..
لم يبق لي سوى أن أتحدى الأقدار..
أن أكمل سيري..
 وأنا مازلت لا أدرى..
 إلى أين يأخذني هذا المشوار..
 سأرحل و انا اطلب منك الاعتذار..
على سنوات أضعتها من عمرك بلا فائدة..
 أمضيتها وأنت تطهين و تكنسين الدار..
 يا أمي.. ربما سأبقى مجرد ذكرى...
 و مجرد صورة معلقة على الجدار..
 يا أمي.. إن مت فأرجوك صبرا جميلا..
 ادفني رفاتي في صمت..
 فلا صياح و لاعويل..
 فهم لم يسمعوني و أنا من الأحياء..
 فما بالك و أنا غريق قتيل..

بقلم: خالد كلاع