قصور الساف / عجيب أمرك أيها الوزير : كيف لا تصنف أرض "حنبعل" سياحية ؟

قصور الساف / عجيب أمرك أيها الوزير : كيف لا تصنف أرض "حنبعل" سياحية ؟

من يقف وراء عدم تصنيف بلدية قصور الساف كبلدية سياحية على مدى سنوات رغم ما تتوفّر عليه من مواقع ومخزون أثري وطبيعي قلّ مثيله في تونس ؟
سؤال أصبح يطرح نفسه بقوّة تزامنا مع إعلان وزير السياحية محمد المعز بلحسين يوم أمس الإثنين 16 جانفي 2023 عن تصنيف 10 بلديات جديدة كبلديات سياحية من بين 47 بلدية مصنفة حاليا واستثناء عدد من بلديات جهة المهدية رغم توفّر الشروط الكفيلة بتصنيفها على غرار بلدية قصور الساف التي تقدّمت بأكثر من ملف مدعّم  في السنوات الأخيرة  لكن يبدو أنّ الأمور لا تسير وفق هذه الشروط لأنّه إذا سلّمنا بتصنيف البلديات وفق ثقلها السياحي ومخزونها الأثري وتراثها فإنّ بلدية قصور الساف ( سلقطة) أولى بهذا التصنيف من عدد كبير من البلديات التي تمّ تصنيفها سواء من قبل أو مؤخّرا وهوّ ما يطرح أكثر من سؤال حول كيفية تصنيف البلديات وما إذا كانت العلاقات و الكواليس تنشط في مثل هذه المواضيع وتتدخّل لفرض بلديات معينة على حساب أخرى وفق تعبير " السوافة" ؟
والحقيقة أن هذا الموضوع بدأ يثير سخطا كبيرا لدى أهالي منطقة يطلق عليه الباحثون وعدد كبير من المؤرخين اسم " أرض حنبعل " نسبة إلى الآثار المادية التي وجدت في المنطقة نذكر منها الدرع القرطاجي الذي عثر عليه في حمادة قصور الساف سنة 1909 وتابوت لجثة رجل وامرأة وطفل يقال إنها ترجع للقائد القرطاجي حنبعل ( في انتظار تأكيد ذلك) وهوّ موضوع الساعة ليس في قصور الساف وتونس بل في العالم أسره في إشارة إلى دحض فكرة هروب حنبعل خارج الوطن واستقراره في بلاد الأناضول ووفاته هناك.
فكيف لمدينة متعلّق اسمها بالقائد الفذ الذي أبهر العالم ومازال إلى اليوم و فيها من المواقع الأثرية ذات الدلالة الكبيرة على صيتها و مجدها ماضيا وحاضرا أن لا تصنّف كبلدية سياحية تتمتّع بتدخّل صندوق حماية المناطق السياحية في تونس؟ أم أنّ عدم التصنيف هوّ تسليم في حد ذاته بحقيقة أنّ قصور الساف وسلقطة ترقدان حتما على مخزون أثري كبير ( جزء كبير منه مغمور تحت الماء) لا يراد له الكشف والظهور بسبب ما يمكن أن يغيّر من حقائق تدحض تاريخا مشكوك فيه متناقلا عبر سنوات وهوّ ما يؤكّده بعض الباحثين التونسيين الشبان في الفترة الأخيرة.
عدم تصنيف بلدية قصور الساف كبلدية سياحية وتواصل تجاهل هذا المطلب هوّ في الحقيقة فشل ذريع للسلط المحلية والجهوية في المهدية ويبرز بوضوح مدى الشرخ القائم في علاقة المحليات بالجهويات وغياب الجدية في تناول مواضيع هامة وملفات حارقة أحرقت معها صبر وطاقة تحمّل أهالي جهة تعيش على التأمّل والانتظار.