أكلة من المهدية : الفتات .. أكلة ليلة عيد الفطر المبارك

أكلة من المهدية : الفتات .. أكلة ليلة عيد الفطر المبارك

تعتبر أكلة «الفتات» المعدّة ليلة عيد الفطر المبارك للإفطار عليها بعد صيام شهر رمضان المعظّم، من الأكلات المميّزة التي تنفرد بها مدينة قصور الساف دون غيرها من باقي المناطق التونسية، وهيّ من الأكلات الشعبية التي حافظ عليها «الطواهرية» نسبة إلى الولي سيدي الطاهر المزوغي، منذ قرون، بما تحمله من تشبّث بعادات وتقاليد الأسلاف.

طريقة الإعداد

يأخذ نوع من السميد الرفيع ويعجن جيّدا حتّى يتماسك، ليمرّ بفترة راحة بسيطة بعد تغطيته بنوع من القماش الخاص للمحافظة على جودته في انتظار بسطه للحصول على ورقة شبيهة «بعجين البقلاوة» ذات سمك لا يتعدّى المليمترات، يقع قطعها مكعبات صغيرة لا تتجاوز الصنتمتر الواحد ويقع تجفيفه والاحتفاظ به إلى حين موعد ليلة العيد، لنذكر أنّ عملية البدء في إعداد هذه الأكلة تتزامن مع الإعداد العادي لحلويات العيد التقليدية بالنسبة لباقي العائلات الأخرى لأنّ هذه الأكلة هيّ حكر على «الطواهرية» فحسب، لتأتي المرحلة النهائية لإعداد أكلة « الفتات» وتتمثّل في سكب الماء الدافئ حتّى ترتفع درجة الحرارة تدريجيا لوضع المكعبات الصغيرة على طريقة إعداد « الثريد» إلى حين الحصول على « الفتات» الجاهز للأكل ووضعه في أواني خاصة مع زيت الزيتون الصافي وعود القرنفل، وتوزيعه فجرا على مستحقيه من «المحاجبية» نسبة إلى الولي سيدي علي المحجوب، وعموم الأهالي في كامل أرجاء قصور الساف.

أكلة متوارثة أب عن جد

ولئن شهدت مدينة قصور الساف بدء اندثار هذه الأكلة مع مرور الوقت، إلاّ أنّ عديد العائلات لازالت تحافظ على الطقوس المتوارثة في إعداد هذه الأكلة، ذات الطعم الحلو والجيّد، لتنتقل إلى الأجيال الحالية من شباب وشابات، البعض منهم يقيم خراج أرض الوطن ويعتبر نفسه مطالبا، حسب التقاليد والأعراف، بإعداد « الفتات السافي» أسوة حسنة بجدّ أهالي المدينة، ولاعتبار وحيد وهوّ أنّ هذه الحركة في إعداد وتوزيع مئات الأواني، إن لم نقل الآلاف، فجر يوم كل عيد، لهيّ رسالة ذات مغزى إنساني بحت، لزرع أواصل الأخوة والتحاب والتزاور في مصافحة عقب شهر صيام وإفطار يوم عيد الفطر، تجسيما للمثل التونسي المعروف، « ربّ يحييك ويحيينا لأمثالو».