مستشفى الطاهر صفر بالمهدية : عنوان الألم والفشل .. مرحبا بك في جحيم المعتقل ..؟

مستشفى الطاهر صفر بالمهدية

شاءت الأقدار أن أزور مستشفى الطاهر صفر بالمهدية، نهاية الأسبوع الفارط، وأوّل ما قفز إلى ذهني، وأنا أمرّ عبر أروقة قسم الإستعجالي، صور تلك الأشباح التي كانت تعودني ليلا، حين رقدت في هذا المكان منذ سنوات، ما أشبه الأمس باليوم.. نفس المشاهد الكامدة، نفس الصور المروّعة، نفس الأنين يتسلّل إلى أذنيّ مجتاحا كامل جسمي، ويكبّل نفسي، معلنا عن موعد الزيارة... مرحبا بك في " سعير المعتقل" .

لا شيء هنا يدلّ على أنك داخل مشفى فيه تقدّم أنبل الخدمات الإنسانية .. اكتظاظ رهيب، وظروف قاسية، يحشر معها المرضى على اختلافهم، كبارا وصغارا، في زوايا موحشة، لا الأسرّة فيها كافية، و لا الخدمات مستعجلة، ولا الأدوية شافية، ولا الأطعمة نافعة .. هنا، لا خيار حين تنقطع بك السبل، إلاّ التسلّح بالصبر، والدعاء للخالق، عسى ينقذك طبيب، أو ممرّض، يطبّب جرحك، وينتشلك من هول أصوات صاخبة لأشغال صيانة لا تحترم أحدا داخل أروقة المستشفى.

مستشفى الطاهر صفر بالمهدية، عنوان الألم، و كابوس متواصل لأهالي المنطقة، يستقبل المرضى من كلّ حدب وصوب، خاصّة من المناطق الداخلية، وهذا ما يجرّنا للتساؤل عن جدوى المستشفيات الداخلية في المدن، على غرار مستشفى الجم، ومستشفى الشابة، ومستشفى قصور الساف الذي تعطّلت فيه آلة التصوير بالأشعة منذ 3 أشهر بسبب " كابل " ولم يتمّ اقتناؤه إلى حدّ اللحظة..؟ فمن المفروض أنّ هذه المستشفيات جعلت لتقليص الضغط على مستشفى الطاهر صفر، لكن الواقع يظهر عكس ذلك، وهذه المستشفيات، يبدو أنّها في حاجة ماسة للعلاج والصيانة، قبل حتى المرضى.

فهل أنّ مدير مستشفى الطاهر صفر، المعيّن حديثا، على علم ممّا يحدث داخل أقبية هذه المؤسسة الصحية ؟ و أين المندوب الجهوي للصحة بالمهدية، أمام ما تعرفه المستشفيات في كامل تراب الجهة، من نقص فادح في الأدوية، و الإطار الطبّي، وشبه الطبي، و صيانة المعدات الطبية، وغيرها من المواضيع الحارقة ؟